إكراماً للطبيب وجهوده، يُحتفلُ اليوم الثلاثاء 30 آذار/مارس، بيوم الطبيب العالمي، ويختلف يوم الطبيب من بلد لآخر، اعتماداً على حدث مهم في عالم الطب، كالولايات المتحدة التي تتخذه في 30 مارس في ذكرى استخدام التخدير في الجراحة لأول مرة عام 1842م.
517 ألف سوري حرموا من أبسط الحقوق حتى بداية 2011 ، بعضهم لا يستطيع دخول المشفى أو حتى النوم بفندق!!
أما في سوريا، لم يكرم أولئك الأطباء على عكس نظيراتها من الدول، بل لاقوا قتلاً واعتقالاً وتشريداً خلال سنوات الثورة السورية، ففي عام 2012 فقط قتل 190 من عمال القطاع الطبي، ليصبح العدد حتى آذار 2021 “923” عاملاً طبياً.
من ضمن أولئك القتلى وبحسب تقرير صادر عن منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان، “269” طبيباً قتلوا في سوريا خلال سنوات الحرب، 60 بالمئة من العاملين في القطاع الطبي قتلوا خلال عامي 2012 و 2014، بينما خطف واعتقل منهم 143 عاملاً وتم قتلهم في المعتقلات.
ومن أكثر المحافظات التي خسرت كوادرها الطبية وقتلوا فيها، محافظات حلب وريف دمشق وإدلب، ففي حلب، قتل 29 عاملاً في القطاع الطبي عام 2016 أثناء الحملة العسكرية على المدينة، وخلال الحملة على الغوطة الشرقية عام 2018، قتل 20 عاملاً في المجال الطبي خلال أربعة أشهر من الحملة العسكرية.
أما خلال الحملة العسكرية الأخيرة على ريفي حماة وإدلب وحلب الغربي عام 2019، قتل 23 عاملاً طبياً نتيجة تلك الحملة، بينما فقدت محافظة إدلب 80 عاملا من عمال القطاع الطبي مند عام 2012 وحتى آذار/مارس 2021.
الجدير ذكره أن استهداف النظام وروسيا للمنشآت الطبية مايزال مستمرا رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وآخر استهدافاتهم قصف مشفى الأتارب الجراحي صباح 21 آذار/مارس الفائت، والذي خلف 8 قتلى والعديد من الإصابات، من ضمنها إصابة مدير صحة حلب الحرة الدكتور “نوار كردية” والذي فقد عينه اليمنى جراء القصف.
أما عن هجرة الأطباء السوريين، فما يزال الكثير منهم يفضلون الخروج عن البقاء في ظل الظروف المعيشية الصعبة وضيق العيش، وعن هجرتهم كشفت مديرية صحة السويداء في 1 آذار/مارس الجاري، أن 17 طبيباً من محافظة السويداء فقط هاجروا خلال ال5 أشهر الماضية.
كما قالت الجمعية الطبية العربية في أمريكا أن 6 آلاف طبيب سوري يقيمون في الولايات المتحدة، بينما يعيش في ألمانيا 4 آلاف و 486 طبيب سوري بحسب صحيفة “متل دوتشه” الألمانية في تقرير لها صدر في أيار/مايو 2020.
يُشار إلى أن استهداف النظام للمنشآت الطبية والعاملين فيها أثر سلباً على البلاد خلال جائحة كورونا، والتي سببت عجزاً وشللاً تاماً على مقاومة الوباء، ومن خسائره خلال عام 2020 وأزمة كورونا وفاة 172 طبيباً في مناطق سيطرته متأثرين بكورونا.
وتعاني اليوم مناطق سيطرة النظام من موجة جديدة للفيروس والتي ازدادت فيها أعداد الإصابات إلى أكثر من 150 إصابة بشكل يومي، ووفاة 10 أشخاص وسطياً كل يوم، جراء إصابتهم بالوباء وسط عجز القطاعات الصحية على تدارك الموقف.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
إبراهيم الخطيب