بعملية انقلابية سيطر “حافظ الأسد” على الحكم في سوريا ليستمر لمدة 29 عاماً، ليتم تعديل الدستور بأقل من نصف ساعة ويعلن نجله “بشار الأسد” رئيساً خلفاً لأبيه .
انضم “حافظ الأسد” لحزب البعث عام 1946 وتخرج من الأكاديمية العسكرية في حمص عام 1952 ليلتحق مباشرة بالكلية الجوية عام 1955، ويصبح رئيساً لاتحاد الطلبة في سوريا ورفض هو ومجموعة من رفاقه في الحزب قرار القيادة بحلِّه، لينشئ تشكيلاً سرياً يسمى باللجنة العسكرية ليُفصَل من الجيش على إثره، و في مطلع الستينات عندما أصبح الحزب هو الحاكم عام 1963 أعاده صديقه “صلاح جديد” إلى الجيش ليُرَفّع من رتبة رائد إلى لواء ويصبح قائداً للقوات الجوية.
وفي عام 1966 دبَّ خلاف بين “صلاح جديد” و”حافظ الأسد” للسيطرة على السلطة ليصبح الأخير وزيراً للدفاع ففي عام 1967 المعروف بنكسة حزيران بدأ الاثنان يتهمان بعضهما ليحمِّل “صلاح جديد” مسؤولية الهزيمة “لحافظ الأسد” .
على إثر هذه النكسة قام حزب البعث بعقد اجتماعات طارئة وقرر إرسال الآلاف من الجنود لمحاربة إسرائيل لكن “حافظ الاسد” لم يدعمه جوياً لتنتهي اجتماعات أخرى بقرار إقالة وزير الدفاع “حافظ الأسد” وقائد الأركان “مصطفى طلاس” من مناصبهم ،ليزداد حقد “الأسد” ويبدأ بالانقلاب بمساعدة بعض الموالين له من القطع العسكرية على رئيس حزب البعث “صلاح جديد” ورئيس الجمهورية “نور الدين الأتاسي”، ليتولى منصبي وزير الدفاع ورئيس الوزراء في نهاية عام 1970 ليعلن في 12 أذار عام 1971 حاكماً على السوريين.
وبدأ “الأسد” الأب بإزالة الضباط من الطوائف الأخرى ويعتمد على طائفة واحدة ،لتتحول سوريا من الديمقراطية إلى العبودية والحكم فيها بقبضة الأجهزة الأمنية والزج في المعتقل كل من يكتب كلمة لا .
في العاشر من حزيران مات “حافظ الأسد” الذي كان يعدُّ ابنه “باسل” خلال الثمانينات والتسعينات لخلافته لكن “باسل” قُتِل على طريق مطار دمشق الدولي وفي رواية إعلام النظام بحادث سير، فكان الخيار على الولد الثاني “بشار الأسد” الذي لم يكن بيده الحكم يوماً حسب مايقول السوريون بل لازال في أيدي مخابرات النظام ورجالات “حافظ الأسد” ،ليستمر النظام منذ عام 1970 بقتل الشعب السوري مقابل سكوت الدول العظمى بعد أن أرضى “حافظ الأسد” إسرائيل بحماية حدود الجولان وضمان عدم التفكير به مرة أخرى.
المركز الصحفي السوري _خاطر محمود