يمر اليوم الحادي والعشرين من آذار/مارس، على أذهان السوريين ذكرى مقتل أحد أبرز علمائها ومشايخها، ومن انتقده الكثيرون لمواقفه المؤيدة لنظام الأسد، محمد سعيد رمضان البوطي.
اتمتة السجل العقاري هل ستساهم بخسارة الأملاك وتثبيت التزوير؟
قُتل البوطي في آذار 2013، عن عمر ناهز 84 عاماً، أثناء إلقائه أحد الدروس في مسجد الإيمان بالعاصمة دمشق، ولمقتله روايتان، قالت في إحداها حكومة النظام أن انتحارياً فجر نفسه مخلفاً 42 قتيلاً.
بينما قوات المعارضة قالت أن تفجيراً وهمياً حدث لم تنجم عنه إصابات تم من خلاله قتل الشيخ بواسطة مسدس من أحد الحضور، ودافعةً على ذلك حجةً مقطعاً مصوراً يظهر لحظة اغتيال الشيخ البوطي أثناء التفجير المزعوم.
ولعل أبرز مواقف البوطي خلال حياته في السنتين الأولى من الثورة بحسب موقع “الجزيرة نت”، رؤيته أن النظام هو قائد لدولة إسلامية، وأنه يجسد مكانة سامية في الإسلام، واصفاً جيش النظام وشبيحته “جيشنا الشامخ في إيمانه، المعتز بقوته، المخلص لأمته، المتسامي عن التبعية الذليلة لأعداءه”
واستمر البوطي مراراً في مدح الجيش السوري، قائلاً لولا بسالته لطردنا اليوم من بيوتنا، وأحيط بنا وتحولت شوارعنا إلى نهر من دماء، كما وصفه بالجيش العقائدي لأنه ينتمي للإسلام بحسب تعبيره.
وفي معرض توجيه النصيحة للجيش النظامي، قال البوطي “جيشنا كما قد قلت يتمتع بالبسالة، ولكنها بسالة آتية من عند الله عز وجل”، مخاطبًا جيش النظام “إن ارتبطتم بالله، جعلتم من ثغوركم محاريب ترتبطون فيها بالله عز وجل، تستنزلون النصر منه… إلى أن قال يتجلى عليكم الله بجبروته، حتى يرى أعدائكم فيكم جبروت الله.
من خلال تلك المواقف، ترك البوطي انتقاداً كبيراً وانشقاقات في صفوف طلابه وتلاميذه، بعدما كان علماً يحتذى به، أصبح كما وصفه البعض، موالٍ لجيشٍ قتل الآلاف من السوريين وشرد الملايين.
على صعيد مغاير، شيّع الآلاف يوم أمس السبت 20 آذار/مارس، العلامة السوري “محمد علي الصابوني” بعدما وافته المنية الجمعة عن عمر ناهز 91 سنة، تاركاً خلفه بحراً من العلوم جمعها في أكثر من 33 مؤلفاً.
ولعل أبرز مايميز الصابوني هي مواقفه المشرفة مع الشعب السوري وثورتهم من انطلاقتا، وأنه لم يرضخ لدعوات وتهديدات نظام الأسد له، قائلا “إن الحاكم الذي يتجبر على شعبه وينحرف كل الانحراف عن دين الله، هو مجرم ويجب مقاومته”
وصف الصابوني الأسد “بمسيلمة الكذاب” قائلاً في إحدى اللقاءات التلفزيونية، “لقد رأى علماء الأمة وجوب الخروج على مسيلمة الكذاب، الذي يسمى بشار الأسد، بعدما استفحل طغيانه قتلاً للبشر.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
إبراهيم الخطيب