من رحم معاناة النزوح والفقر المدقع تولد التضحيات، هناك في مخيمات النزوح في الشمال السوري، أناس لم تثنيهم الظروف القاهرة عن بذل التضحيات بأعمارعم وأحلامهم وأجسادهم في سبيل حياة عوائلهم.
شاهد كيف يكون الأخ سبب مآسي أخوته ويسلب أملاكهم!!
“هبة” فتاة نازحة في مخيمات إدلب، ثلاثينية لم تزوج حتى اليوم، لتبقى تساند أختها المعاقة وجدتها المسنة، بعد وفاة أمها وخذلان أبيها لها.
تقبع هبة في تلك الخيمة الضيقة التي بالكاد تتسع لأربعة أشخاص مع معناتهم ومأساتهم وآلامهم، لتبقى الأحلام والآمال خارجها فلا سعة لحلم أو أمل فيها.
بنظرات يائسة ترمق “هبة” خيمتها المهترئة وتقول بصوت يُلامَسُ فيه الحزن “هي الخيمة كلنا عايشين فيها أنا وأختي وأخي وستي، قاسمينها غرفة ومطبخ وكل شيء فيها”
تكمل هبة لتروي حكاية خذلانها من سندها وملاذها الآمن، فتقول: “أبي تركنا ما بيسأل علينا تزوج وصار عنده عائلة”.
تجلس “هبة” بمحذاة أختها “المصابة بإعاقة” ذات العشرين عاماً لتطعمها وهي طريحة الفراش، وتحملها كطفلة رضيعة، ثم تسترسل “هبة” قائلة “أمي متوفية منذ عشرين سنة وهي عم تولد أختي العاجزة وأختي العاجزة بحاجة لرعاية صحية يعني بدها فوط بدها حفوضات بدها أدوية وما في عنا وأنا ما بحسن روح اشتغل وجيب”.
وتتابع “هبة”: “ماشي حال المخيم والله يعني مافي حدا غريب يزعجك، بس بدي حدا يساعدني برعاية أختي ما بحسن شيلها وطالعها برا الخيمة شممها الهوا ما بتحسن تقعد على كرسيها متسطحة على ظهرها ليل نهار” وتختم حديثها قائلة: “وحتى ستي بحاجة لرعاية ستي وأختي نفس الحال”
“هبة” فتاة هجرتها آلة إجرام نظام الأسد وحلفائه، من ريف مدينة حلب، كما هجر مئات الآلاف من المدنيين، بدأت رحلة معاناتها منذ أن كانت طفلة حين حرمت أمها وكلفت برعاية أختها، ومن ثم تجرعت معاناة التهجير لتعيش في خيمة متواضعة تفتقر لأدنى مقومات الحياة في مخيم أبو زيد الواقع في قرية حربنوش شمال مدينة إدلب.
سدرة المنتهى
المركز الصحفي السوري