تتناقل الصحف الرسمية والمواقع الموالية للنظام خبراً مفاده أن كميات كبيرة من زيت الزيتون المغشوش طرحت في دمشق بصالات ومنافذ البيع في المؤسسة الاستهلاكية ضمن عبوات من حجم 20 ليتراً ووزن 16 كغ وحملت اسم زيت زيتون نوع أول، وبعلم المسؤولين و تكتم شديد من قبلهم، وتجاهل من قبل حماية المستهلك، ونقلاً عن صحيفة ” الوطن” فإن الكثير من المسؤولين في المؤسسة نصحوا كاتب المقال بعدم ذكر القضية وذلك لتورط كثير من المسؤولين فيها.
استخفاف المسؤولين التابعين للنظام بالشعب السوري، وطرحهم زيت زيتون أقل من سعره الحقيقي، إذ بلغ سعر تنكة زيت الزيتون الأصلي من معصرة الزيت حوالي 12ألف ليرة حوالي 23 دولار في غير موسمه، لتكون التنكة المغشوشة التي طرحتها المؤسسة بأرخص من سعرها الحقيقي بألفي ليرة فقط، حيث لاقت إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين، وانتشاراً واسعاً في جميع محال مدينة دمشق .
وأكدت النتائج المخبرية التي أجرتها المؤسسة الاستهلاكية أن الزيت غير صالح للاستهلاك البشري وذلك لاحتوائه على الأصبغة والملونات التي تعتبر من المواد المسرطنة، فهذه الحالة الأولى من نوعها، في حين أن جميع حالات الغش تحدث إما بخلط زيت الزيتون بزيت نباتي أقل جودة، أو خلطه بنوع آخر من زيت صالح للاستهلاك البشري.
وعن حجم الصفقة فقد أكدت صحيفة الوطن أنها كبيرة، وبعد كشف المواطنين لرداءة الزيت، وضعت وزارة التجارة الداخلية يدها حتى مطلع الأسبوع الماضي على نحو 1000عبوة زيت زيتون، وقامت بتحويلها إلى معمل صابون، بعد أن أكد التحليل أنه يمكن الاستفادة منها في صنع الصابون فقط .
حيث تنتج مناطق الشمال السوري أفخر أنواع زيت الزيتون لتنافس به كثيراً من الدول الأوروبية، إلا أن فقدان النظام السيطرة على معظم مناطق الشمال، أدى لقلة زيت الزيتون في جنوب سوريا، بالإضافة لتهريب كميات كبيرة للبنان كما أكد ناشطون، فقد حذر رئيس الفرع الزراعي في لبنان من ذلك :” في حال استمر التجار في استيراد الزيت السوري سيتم القضاء على الزيت اللبناني” .
وأضاف: “إن موسم الزيتون في سوريا هذا العام كان مميزاً وتعدى المليون طن من حب الزيتون كتقدير أولي، وأكد أن معظمه من مناطق الشمال السوري” حيث يتم وصوله إلى لبنان عن طريق التهريب، وناشد الحكومة اللبنانية وقف عمليات التهريب فوراً.
الزيتون بأنواعه تشتهر به سوريا ليأتي النظام بتشويهه وقطع آلاف الأشجار منه في ريف إدلب منتصف عام 2014 فقد احتل زيت الزيتون السوري عام 2009 م المرتبة الثالثة منافساً بذلك الزيت الإيطالي، ليتراجع بشكل كبير، فهل سيأتي اليوم الذي يعود فيه الزيت السوري للصدارة من جديد؟
أماني العلي
المركز الصحفي السوري