كانَ يومُ (15 – 7) الخامسَ عشرَ من تموز/ يوليو يومَ المفاجآتِ في تركيا، حيثُ تفاجأ الجَميع بانقلابٍ عسكريٍ مسلحٍ على الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا مساءً، يستهدفٌ الشعبَ ومؤسساتِهِ ويقصفها، كما استهدفَ حياةَ رئيس الدَولَةِ رجب طيب أردوغان شخصياً، ثم كانَتْ المفاجأة الأكبر انتصارَ الشعب عَلى الإنقلاب بحلول فجر اليَوم التالي، وانتهاءَ اللَيْلَةِ العصيبةِ باحتفالاتِ الديمقراطيةِ في شوارعِ تركيا.
قبل ذلك اليَوم بثلاثة أيام فقط كان فريقُ العملِ قد أنهى تصويرَ مقابلاتِ فيلمِ«الكيانِ الموازي» فَوَقَفنا مَدْهوشينَ أمامَ الحدثِ الكَبير، الحدثِ الذي كان الفيلمُ يشيرُ الى احتمالِ تفجُّرِهِ في أيِّ وقتٍ، حيث أصبحت التوقعات واقعًا حيًا. بعدها بيومين فقط دَخَلَ فريقُ العملِ في الفلم وفريق قناةِ الجَزيرَةِ حالةَ الطوارئِ، وكان التواصلُ على مدارِ الأربعةِ والعشرينَ ساعةً، ليتمَّ إنجازُ العملِ في الوقتِ المحددِّ بفضلِ اللهِ.
يَستعرِضُ الفيلمُ تاريخَ الكيانِ الموازي، ومُؤَسِّسَهُ «فتحَ الله غولن» وكيفَ استطاعَ التغلغلَ في الدولةِ التركيةِ، مرورًا بتحالُفِهِ مع حكومةِ العدالةِ والتنميةِ برئاسةِ رجب طيب أردوغان، ثُمَّ التخطيطِ للانقلابِ عليها بالوسائلِ الناعمةِ: عبر القضاءِ تارةً، وعبرَ التَّنَصُّتِ ومحاولةِ تلفيقِ دعاوى فسادٍ وَرِشْوَةٍ تارةً أخرى، كما يعرضُ لقَضيتَي الارغنكون والمطرقة الشهيرتين، ومحاولةِ اعتقالِ رئيسِ الاستخباراتِ التركيةِ هكان فيدان، وما تلاها من أحداثٍ كان آخرها الانقلاب العسكري المسلح.
بلغت هذه المرحلة من الخطورةِ أنَّ العديدَ مِنَ المسؤولينَ لم يَكُنْ قادرًا على رؤيةِ الصورةِ الكاملةِ، وفهمِ خطورةِ هذهِ الأحداثِ وأهدافِها الحقيقيةِ، لأنَّها تتمُّ بِوَسائِلَ قانونيَّةٍ وتتخذُ القضاءَ ستاراً لها، لكنَّ رجب طيب أردوغان كان يَعي الهدفَ الكبيرَ من هذه الضرباتِ المُتَلاحقَةِ على حكومَتِهِ، وهوَ إسقاطُ الديمقراطيةِ في تركيا، فبدأَ مُبْكِراً بِتَنبيهِ الجميعِ إلى خُطورَةِ هذا الكيانِ على الدولةِ التركيةِ، نظراً لارتباطِهِ بخُطَطٍ خارجيةٍ تستهدفُ الإزدهارَ والتنميةَ في تركيا.
يشكِّلُ الفلمُ مادةً هامَّة للمُشاهِدِ غيرِ التركيِّ باستعراضِهِ لسلسلةِ الأحداث الطويلةِ التي قادتْ إلى الإنقلابِ الأخير، ويَرْسُمُ معالمَ مرحلةٍ تاريخيةٍ طويلةٍ من الصراعِ بينَ الكيانِ الموازي ومن يقف خلفَه من جهةٍ، وبين الحكومةِ التُرْكِيَّةِ بقيادة حزبِ العدالةِ والتنميةِ من جهةٍ أخرى. أُنتِجَ هذا الفيلمُ في شركة «قبَّة ميديا» لصالحِ قناةِ الجزيرةِ، وَسَيُعرضُ على شاشَتِها يومَ الأحدِ الموافقَ لـ14 آب -أغسطُس، في تمام الساعة 10:05 مساء
ترك برس