نقلت وكالة فرانس برس استعصاء سجن حماه أمس, وذكرت فيه تصريحات لمدير المرصد السوري” رامي عبدالرحمن” في اتصال هاتفي معهم يصف المعتقلين بالإسلاميين, ما يعتبر إطلاق صفة إسلاميين على معتقلي الحرية والرأي السياسي, علما أن معتقلو السجن بأكملهم تم اعتقالهم أوائل الأحداث ولم تعرف الثورة السورية هذه المصطلحات آنذاك.
قام معتقلو سجن حماة أمس باستعصاء جديد؛ ردا على تجاوز النظام لشروط المعتقلين المتفق عليها مع وفد النظام برئاسة وزيل العدل ووزير الداخلية والشيخ نواف طراد الملحم, وقد رد النظام على ذلك بإرسال قضاة محكمة الإرهاب، منهم القاضي “رضا موسى” رئيس محكمة الإرهاب، إلى سجن حماة وقابلوا 27 معتقلا، قام رضا موسى باستفزاز المعتقلين عبر إرسال رسالة إليهم عبر أل27 معتقلا أنه عليهم الخروج إلى المحاكم لتسوية وضعهم.
وهذا ما اعتبره المعتقلون التفافا على مطالبهم وخداعهم وأنها مجرد وسيلة لنقلهم لباقي المعتقلات ما أجبرهم على الخروج باستعصاء جديد, إذ يهدف القاضي من قراره “الخضوع للمحكمة” إلى إجبار المعتقلين على دفع مبالغ طائلة ورشاوي إذ يقدر المبلغ كحد أدنى 7 ملايين ليرة سورية؛ ليتم الإفراج عنهم ويظهر للعيان بأنه تم الإفراج عنهم بحسب الاتفاق الذي تم برعاية الشيخ نواف طراد الملحم.
وفي اتصال وكالة فرنس برس مع مدير المرصد السوري قام “رامي عبد الرحمن” بإطلاق صفة الإسلامين على معتقلي الرأي والسياسة, علما أن العديد من الفيديوهات تسربت من السجن تؤكد على أنهم مدنيون عاديون، واعتقالهم كان لأسباب سياسة بعيدة عن التطرف الإسلامي الذي لم يكن ظاهرا بعد؛ كونهم اعتقلوا بين عامي 2011 و 2012 .
طالب المعتقلون من حلال الفيديوهات المسربة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والصليب والهلال الأحمر بالتدخل لإنقاذهم بعد محاولات لاقتحام السجن ومخاوف من مجزرة وشيكة بحقهم آنذاك.
وذكرت صفحة “مراسل سوري” بأن مدير المرصد قد بنى رأيه الذي أبداه لوكالة فرنس برس على فيديو واحد ذكر فيه المعتقلون عبارة “الله أكبر ” لتكون هذه الكلمة أكبر دليل على أسلمتهم “حسب تعبيره” , فكأنه يبرر للنظام ما يفعله بهم.
وأضافت الصفحة “وبالرغم من معرفة الجميع أن المعتقلين إنما هم متظاهرون أو أصحاب رأي سياسي وقفوا ضد النظام وهم من كل الطوائف”، والأكيد أن مدير المرصد عبد الرحمن يدرك تماما تأثير تصريحاته تلك على التعاطف العالمي مع المعتقلين المستعصين في السجن، والأهم من ذلك الظهور الواضح لعدم تواصل المرصد ولا صاحبه مع أي من المعتقلين من داخل السجن.
ويبدو ذلك واضحا بأن تصريحه غير مبني على شهادة لأحد علما أن أحداث سجن حماة من البداية تم نشرها من صحفيين ونشطاء سورين يتواصلون مع السجناء ونقلت ما يحدث في داخل السجن.
وأظهر أحد الفيديوهات المسربة من السجن مناشدات المعتقلين للمنظمات الإنسانية عامة والهلال والصليب الأحمر خاصة، وليس فصائل إسلامية، كما أن المعتقلين عبر أحد الفيدوهات طالبوا الثوار بعدم استهداف المدنيين في قرى النظام الموالية.
وفي تسجيل من داخل السجن حصل عليه المركز الصحفي جاء فيه ” إن معتقلي سجن حماه يناشدون الأوساط المدنية في أنحاء العالم أن يساندوهم بالمظاهرات السلمية وتدخل الصليب الأحمر إلى داخل سجن حماة وانقاذ المعتقلين من مجزرة وشيكة بحقهم ويوجهون النداء إلى كافة المنظمات الإنسانية والحقوقية أن يدخلوا بأسرع وقت ممكن وطالبوا جميع لجان التفاوض في جنيف أن يتوصلوا الى حل لإنقاذهم”.
وأكد المعتقلون خلال التسجيل أنهم أناس أبرياء ويناشدوا دعاة الإنسانية, وليس لدى النظام أي دليل ضدهم.
هذا الكلام ينفي تصريح مدير المرصد السوري على أن المعتقلين هم إسلاميون، إذ لا يوجد أي دليل ضدهم، فهم معتقلو رأي وسياسة ونشطاء من كل الأطياف ولا تقتصر نسبتهم لطائفة دون أخرى، إذ يؤكد المركز الصحفي السوري أن من بين المعتقلين من ينتمون لطائفة دينية هي ذاتها التي ينتمي لها رأس النظام، ما يؤكد أن الرأي والموقف السياسي هو السمة الرئيسة للمعتقلين.
المركز الصحفي السوري
رابط الفيديو:
تسجيل صوتي: