كثيرون لا يدرسون الفن، ولا يدخلون جامعاته أو مدارسه ولكن تظهر عليهم علامات الموهبة بشكل مفاجئ، فيخرجون بأعمال أقل ما يقال عنها أنها رائعة، وكأنهم تتلمذوا على يد أعظم الفنانين.
“مصطفى عبد الحي” ٢٥ عاما، شاب موهوب بالفطرة، يعشق الرسم والنحت ويبدع بهما، طور موهبته في النحت وجعل منها مهنة وحرفة ومصدر رزق، توجهنا لمشغله الصغير الواقع في مدينة الأتارب، فرأينا الرتابة والجمال والأناقة في ترتيب كل شي، فهو يفصل ما بين الرسم الذي منحه جزءً من المشغل، والنحت الذي منحه الجزء الأخر، سألناه عن شغفه بالفن فقال مبتسماً: “أعشق الرسم والنحت منذ صغري، طورت من مهارتي عبر الممارسة، بل إنني عملت على الدمج بين الرسم والنحت فقد بتّ أرسم ثم أنحت ما أرسم”.
اتخذ من موهبته عمل وحول الفن إلى مصدر للرزق، الذي يعيل به أسرته، منذ أسس الورشة الصغيرة في منزله في مدينة الأتارب، أصبح يعرض منتجاته ويبيعها، وأصبح له زبائن حتى خارج سوريا، فهو يعرض على الإنترنت لوحاته ومنحوتاته، وهناك من يطلب أعماله فيرسلها له عبر تركيا، سألناه عن هذا الموضوع فأجاب: “بدأت الفكرة قبل عامين، عندما اقترح علي أحد الأصدقاء تأسيس ورشة للعمل وبيع ما أخرج به من لوحات ومنحوتات، وفعلا نفذت الفكرة ونجحت بشكل كبير، فقد أصبحت أبيع لوحاتي ومنحوتاتي بأسعار جيدة وأكفي بها أسرتي، حتى أنني أحيانا أصدر جزء من ما أشتغله إلى الخارج، لأنني أنشأت صفحة على الفيسبوك تعرض منتجات الورشة”.
أما عن مصاعب العمل وما يواجه “مصطفى” من صعوبات ومشاكل في مشروعه فقد قال: “أبرز المشكلات هي تأمين المواد الأساسية للمنحوتات من صخور أو جبصين أو حتى أدوات النحت، والإمكانات المادية الضعيفة، فلو كان لدي المال لكنت توسعت بالورشة وحولتها لمعمل كبير”.
الإرادة الصلبة والعزيمة هي كل ما يحتاجه أي شاب مبدع في سوريا، بالرغم من ظروف الحرب القاسية يخرج كل يوم عشرات الأشخاص بمواهب وملكات تذهل الجميع يعوزها فقط بعض الاهتمام و الدعم..
بقلم ضياء عسود/المركز الصحفي السوري