أطلق الممثل السوري المشهور “رشيد عساف” في مقابلة له مع إحدى الإذاعات المحلية في مناطق سيطرة النظام منذ عدّة أيام تصريحات جديدة انتقد فيها الدراما السورية والتحوّلات التي طرأت عليها مؤخراً.
شاهد… قصة أم أحمد لتتعرف على انتهاك الحقوق وضياعها
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً للمثل السوري “رشيد عساف” ينتقد فيه الدراما السورية والتحوّلات التي غيّرت وجهتها، والجرأة الزائدة -حسب وصفه- التي اتسمت بها الدراما، وغلبت على مشاهدها في الآونة الأخيرة.
أكّد “عساف” أنّ الدراما لها دور أساسي في التأثير على المجتمع في كافة النواحي، وحتى من الناحية التربوية، مضيفاً أنّ المشاهد يلتقط بعض الصفات من مشاهد الدراما كالعدوى بقوله: “حتى من الناحية التربوية, أنا دخان ع الشاشة ما بدخن إلاّ إذا كان الدور يتطلب ذلك, المشاهد الذي يرى ممثلاً أمامه يدخن, يخرج سيجارة ويبدأ التدخين بشكل لا شعوري, كالعدوى, فالضحك عدوى والحزن عدوى والدمعة عدوى وحتى الدخان عدوى”.
تطرّق عسّاف أيضاً إلى قضية القبلات والتقبيل في المسلسلات السورية الحديثة وانتقدها بشدّة، مؤكّداً أنّ التقبيل كان ممنوعاً في عالمنا، ونقل تساؤلات الكثيرين من المشاهدين حول تلك القضية -حسب وصفه- بقوله: “لك الناس بيسألوني ليش هيك أستاذ!!”.
تحوّلت الدراما السورية تحوّلاً جذرياً بعد عام 2011 لتقدّم المجتمع السوري كمجتمع متحضّر، يظهر فيه تحرر المرأة من وجهة نظر ضيقة، تمّ تقييدها بتحرّرها في الألبسة السافرة أو العشق ومصادقة الرجال وإن كانت متزوجة.
لخّصت المسلسلات السورية الشارع السوري بقضايا أخلاقية تافهة، كرجل متزوج يعشق امرأة أخرى، وامرأة متزوجة تخون زوجها بصورة يحاول المسلسل إظهارها ضحية لمجتمع شرقي منغلق، كمسلسل “الخبز الحرام” أو مسلسل “قاع المدينة” وأخيراً مسلسل “شارع شيكاغو” الذي لاقى استهجاناً كبيراً في الشارع السوري لكثرة مشاهده المنافية لأخلاق المجتمع السوري على اختلاف طوائفه.
لم تسلّط الدراما السورية الضوء على قضايا الشارع الحقيقية، كقصص النزوح واللجوء وتردّي الوضع المعيشيّ في البلاد، وإن تطرّقت في بعض مسلسلاتها لتسليط الضوء على الحرب السورية, فصوّرت الحرب من وجهة نظر سياسية بحتة من جانب النظام السوري، لتظهر كلّ مناهض للسلطة إرهابياً تكفيرياً بعيداً كلّ البعد عن صفات الإنسانية، وصوّرت عناصر قوّات النّظام هم وحدهم الأبطال الذين يضحون ويقدمون الغالي والرخيص في سبيل حماية الشعب.
الجدير ذكره أنّ الدراما أصبحت كغيرها من السيوف التي وقفت في صفّ النّظام السوريّ ضدّ المدنيين الأبرياء، وحتّى أنّ أحد شركات الإنتاج السورية قصفت بالتعاون مع وحدات من جيش النّظام منازل المدنيين الذين هُجّروا من منازلهم في قرى ريف ادلب الجنوبي؛ لتصوير مشاهد من إحدى مسلسلاتها التي تصوّر بطولات جيش النّظام في دحر ما يسميه النظام بـ “الإرهاب والإرهابيين” من الشعب السوري الأعزل.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع