لم تشتهر اعتماد خورشيد، التي توفيت منذ أيام، بسبب عملها في الإنتاج السينمائي، بقدر ما اشتهرت بسبب تصريحاتها التي طالما أثارت جدلا كبيرا في مصر، وقد توفيت خورشيد مساء الأحد 27 يونيو 2021 بعد صراع مع المرض، ووصف الأطباء سبب الوفاة بالفشل الرئوي.
أعلن إيهاب خورشيد مساء الأحد، وفاة والدته المنتجة اعتماد خورشيد إثر إصابتها بالتهاب رئوي، عن عمر يناهز 82 عامًا، وقال إيهاب خورشيد لـ المصري اليوم: والدتي توفيت منذ قليل، بعد نقلها اليوم إلى أحد المستشفيات، وكان سبب الوفاة نتيجة الالتهاب الرئوي، بسبب نقص الأكسجين ولم يكن فيروس كورونا.
اعتماد خورشيد هي من مواليد 15 يناير عام 1939وزوجة الراحل المصور السينمائي أحمد خورشيد، الذي كان يكبرها بعقود، ثم تزوجت بعد ذلك صلاح نصر مدير المخابرات في فترة حكم جمال عبد الناصر.
المسيرة الفنية للفنانة اعتماد خورشيد
عملت الفنانة خورشيد في مجال الإنتاج السينمائي وطبع وتحميض الأفلام، كما أسست “معامل اعتماد خورشيد” للطبع والتحميض، والتي شاركت في أعمال المونتاج لعدد من الأعمال السينمائية منذ أواخر الخمسينيات وحتى السبعينيات من القرن الماضي.
حقائق كشفتها اعتماد حول انحراف المخابرات المصرية
برزت شهرة اعتماد حين ألفت كتابا حول انحرافات جهاز المخابرات المصرية، في فترة الستينيات من القرن الماضي، وحسب ما جاء في الكتاب، الذي حمل عنوان “اعتماد خورشيد… شاهدة على انحرافات صلاح نصر”، فإن الأخير أجبر زوجها السابق أحمد خورشيد على تطليقها لكي يتزوجها، وتحدثت اعتماد في كتابها عن الانحرافات الأخلاقية للسلطة، فيما سمته “تجنيد الفنانات” لدى المخابرات المصرية تحت إشراف صلاح نصر رئيس الجهاز، وصفوت الشريف أحد مساعديه.
وقالت إن المخابرات جندت العديد من الفنانات وعشرات النساء الأخريات من خارج الوسط الفني، كعنصر استدراج وإغراء لعملاء محتملين من ذوي المناصب والنفوذ في دول أخرى، أو داخل مصر.
وكان العمل بتنفيذ هذا الأمر قد بدأ حوالي عام 1962، وكانت خطة نصر تشمل كما ورد في التحقيقات ومذكرات خورشيد “ارتكاب جنايات هتك عرض باستغلال وسائل التواصل الفوتوغرافي السرية في استدراج بعض النساء/ الفنانات، والتقاط صور فاضحة لهن بطريقة الخديعة في مكان أعد لهذا الغرض، ثم تهديدهن والسيطرة عليهن ليتمكن من إخضاعهن لشهواته الخاصة”.
قتل فنانات على يد المخابرات المصرية ونجاة أخريات
في كتابها بعنوان اعتماد خورشيد، ذكرت الأحرف الأولى من أسماء الفنانات اللاتي تم “تجنيدهن وابتزازهن جنسيا”، لكن ذلك كان كفيلا بالكشف عن هوياتهن وتحدثت اعتماد عن “محاولة قتلها ومقتل سعاد حسني وعمر خورشيد بأوامر من صفوت الشريف”، بل إنها قالت إن ملك مصر الراحل فاروق مات مقتولا بالسم “على أيدي أحد افراد المخابرات المصرية”.
ومن الفنانات اللواتي قتلن في ظروف غامضة على يد المخابرات المصرية برلنتي عبد الحميد وشريفة ماهر، وغير ذلك من الفنانات.
وتقول اعتماد في مذكراتها أن القدر أنقذ أربع فنانات معروفات من قبضة صلاح نصر، وهربن بعد أن حاصرهن بشباكه، وهنّ لبنى عبد العزيز وفاتن حمامة وشادية وليلى رستم.
أصدرت اعتماد كتابا جديدا بعنوان “اعتماد خورشيد”، شاهدة على انحرافات صفوت الشريف” عام 2012، بعد سقوط نظام حسني مبارك، ورجله المقرب صفوت الشريف، والذي تعرضت بسببه مع أسرتها “للتنكيل” بعد توليه منصب وزير الإعلام، وفقا لتصريحاتها.
ظهرت اعتماد خورشيد في العديد من الأعمال الفنية التي تحدثت عن انحراف جهاز المخابرات المصرية، أبرزها فيلم “الكرنك” من تأليف الأديب الراحل نجيب محفوظ عام 1975، الذي لعبت بطولته، وفيلم “كشف المستور” عام 1994، وشاركت اعتماد في إنتاج أعمال فنية مختلفة، كما شاركت شركتها في تنفيذ أعمال المونتاج للعديد من الأفلام في مصر.
خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع