مع ارتفاع عدّاد المجازر التي يرتكبها الطيران بحق المدنيين السوريين في المناطق المحررة, وخصوصاً في تلك المحاصرة منها, والتي يسقط فيها العشرات من الشهداء, يقف الأهالي عاجزين حتى عن القيام بتجهيز المقابر لأعداد الشهداء الكبيرة, وهذا ما دفع مؤسسة الدفاع المدني السوري للقيام بحل عاجل لهذه المشكلة, بعد أن قامت بعدة خطوات عملية في هذا الإتجاه كما يوضح السيد “أحمد يازجي” مدير الدفاع المدني السوري في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي لمراسل المركز الصحفي السوري بالقول:
” تقوم مؤسسة الدفاع المدني هنا بمهمة إضافية, وهي حفر وتجهيز المقابر حيث كنا واجهنا عدة حالات سابقة من وقوع أعداد كبيرة من الشهداء لحظة حدوث المجازر على حين غرة في النهار وفي الليل, هذا ما دفعنا للقيام بتجهيز قبور مسبقة استباقاً لهذه الحالة الطارئة المؤسفة, وخصوصاً مع استمرار سياسة النظام في استهداف التجمعات المأهولة كالأحياء السكنية والمدارس, فضلاً عن قيامنا بتخفيف الأعباء المترتبة على الأهالي وتوفير الجهد والمال أثناء وقوع الفاجعة بشكل مفاجئ عن طريق استجلاب المواد اللازمة للمقابر, وتجهيزها بعد الانتهاء من حفرها”.
خطوات العمل:
قامت مؤسسة الدفاع المدني السوري في إحدى نقاطها المنتشرة في محافظة إدلب, بالإشراف على عمليات حفر مقابر جماعية احتياطية, حيث فرزت كادرا متخصصاً لأداء هذه المهمة الإنسانية غير الاعتيادية, وقدمت آليات الحفر الميكانيكية اللازمة للقيام بهذا العمل, حيث يتم حفر عشرات القبور وتجهيزها لاستقبال جثامين الشهداء عند وقوع المجازر بحقهم في الليل أو النهار, هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى ساهمت هذه الخطوة بتخفيف الأعباء المادية عن كثير من أهالي الضحايا الفقراء, وعن أهالي الشهداء النازحين والمهجرين, إلى جانب توفير عامل الوقت الذي ذكرناه في البداية عند وقوع المجزرة بشكل مفاجئ وغير متوقع.
يقول السيد “خالد حجازي” أحد عناصر الدفاع المدني لمراسل المركز الصحفي السوري:
“المركز جاهز على مدار الأربعة وعشرين ساعة لكل طارئ, ونحن نقوم اليوم باستجلاب الآلات والمعدات اللازمة لحفر القبور وتجهيزها لتخفيف العبء عن المدنيين والأهالي بحفر هذا العدد الكبير منها”.
عمل إنساني وغير اعتيادي يجري فقط في سورية, في ظل استمرار عمليات القصف التي تستهدف التجمعات السكنية للمدنيين الأبرياء, وبذلك تكون مؤسسة الدفاع المدني السوري قد قدمت عملاً إضافيا بعيداً عن مهام نظيراتها في البلدان الأخرى, حيث يعلم الجميع الظروف القاسية والصعبة التي تحيط بعمل مؤسسة “الخوذ البيضاء” في الداخل السوري.
المركز الصحفي السوري _ فادي أبو الجود