فقط في سوريا.. ألعاب الأطفال باتت سلاحاً يودي بحياتهم
أصبح الصراع في سوريا، كارثة إنسانية وخصوصاً عندما تكون نتائج انعكاساتها على الأطفال ممن لا يدركون ما خطورة الحرب، ومدى تأثيرها على سلامة أجسادهم.
خمس سنوات وأكثر من حرب شنها نظام الأسد وأعوانه أذاقت السوريون مختلف أنواع الألم والمعاناة، وأفقدتهم أرواح الكثير من الأهل والأبناء، وهجرت ملايين الأسر خارج وطنهم سوريا.
لكن السؤال اليوم لمن بقي من الأهالي المسالمين المتمسكين بأرضهم رغم مرارة العيش.. هل يستطيعون أن يحموا أبناءهم من فنون قنابل الروس العنقودية التي تلقى على شكل ألعاب أطفال والتي تودي بحياتهم ؟؟
تحكي “أم عبد الرحمن” من ريف إدلب (33 عاماً) عن حزنها الشديد بعد وفاة أصغر أبنائها أثناء لعبه بقنبلة عنقودية وجدت في فناء المنزل “لا أحاول أن أكون إنسانة غير مخطئة فهذا مستحيل.. لكن انشغالي بحياة تزداد صعوبة، غابت عيني عن طفلي لأسمع صوت انفجار هزّ قلبي وروحي قبل أطرافي.. قنبلة عنقودية جعلت من جسد طفلي أشلاء.. لله أشكو من لا يرحم”.
الكثير من الذخائر الصغيرة لا تنفجر كما هو مقرر لها وبالتالي يبقى منها كميات ضخمة على الأرض، تصبح مثل الألغام الأرضية خطراً قاتلاً للأهالي وخصوصاً الأطفال ممن لا يدركون ماهية الأشياء وخطورتها، ومع دولة كبرى كروسيا حليفة لنظام فقد شرعيته، تكثر وتتنوع فنون القنابل وكأنها صنعت خصيصاً لقتل شعب شهد له بحبه للسلام والحياة.
يروي “أبوهلال” من مدينة دركوش من مسافة بعيدة، بينما كنت أتفقد ما زرعته يدايّ من خضراوات لأطعم عائلتي الكبيرة وخصوصاً بعد ترمل البنات، لفت انتباهي لعبة زاهية اللون تركن على غصن الشجرة.. آه يالها من خدعة، لعبة أطفال على شكل قنبلة مثيرة للانتباه، شكرت الله لعدم اصطحابي الأبناء”
اختراع روسي لقتل المزيد من الأبناء الأبرياء بمكر وخداع دون رحمة، فقط هدفها تحقيق المزيد من القتل والدمار خدمة لحليفها نظام بشار الذي باع شعبه وسعى لقتله بصمت دولي.
يتابع أبوهلال بغصة في الكلام “سأحدث كل من أشاهد وأعلم القريب والبعيد للتنبه بالخطر الجديد من قنابل تجذب الأطفال.. كل الأقدار تجري على وطني ولكن مع من فقد الانسانية تصعب الاستمرار في الحياة”.
ورغم حملات التوعية التي تقوم بها مراكز الدفاع وأهالي المناطق المحررة إلا أن الإمكانيات لاتزال ضعيفة لنقص في القدرات والمعدات في كشف تلك القنابل ومخلفاتها المنتشرة في مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
ويبقى السؤال للذي يصنع فنون الموت ويرميها للأهالي الأبرياء.. ماذا لو وقعت تلك اللعبة في أيدي من تحب؟!.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد