“سيبقى الأمل حليفي، ولن أدع اليأس يستملكني” بهذه الكلمات تختصر روان كل مآسي الحياة ومصاعبها، بعدما فقدت الغالي والنفيس خلال سنوات الحرب.
تبدأ عينا روان باللمعان، تنهمر الدموع وتتساقط كالأمطار “تذكرت والديّ، قتلتهما قذيفةٌ حاقدةٌ أطلقتها مدافع الأسد على مدينتنا داريا، ياليتني ذهبت معهم، ذهبوا مع الشمس وتركوني أصارع الريح”
فقدت روان ذات الخامسة والعشرين سنةً أهلها وخطيبها بعدما فرقتهم آلة القتل الأسدية، ولا تفتئ تذكرهم ليل نهار، وتعود تلملم ذكرياتٍ جمعتهم لتصنع منها فيلم الذاكرة.
تقول وقلبها يرتجف “وعدت خطيبي أحمد أن لا أكون لسواه، أقسمت له على ذلك، ودعته وبكيت، حماك الله ياعزيزي انتبه لنفسك، ذهب إلى جبهات الرباط مسرعاً وكأن عينيه تقول لي انتبهي لنفسك بعدي”
لم تكن تعلم روان أنه اللقاء الأخير، حتى أدركت ذلك بعدما سمعت صوت المآذن تصدح، “استشهد أحمد” تقول “أصبت بصدمةٍ كبيرةٍ، اسودّت الدنيا أمامي، لم تسعفني عيوني على ذرف الدموع، جفّ دمعي وتجمدت الدماء في عروقي”
لم تطل الصدمة إلا وتبعتها صدمة فقد الأهل، وقلب روان الصغير بات مكسوراً إلى الأبد، فالفقد كان قاسياً عليها، وانتهى بخروجها من مدينتها لتفقد الأهل والوطن.
“خرجت من ريف دمشق باتجاه الشمال السوري، حيث لم يبق لي إلا أخي أعيش معه وفي كنفه، لتبدأ معي رحلة العيش و المصاعب الكبيرة فترة النزوح وقلة فرص العمل”
لم تقف روان ساكنةً، بدأت دراستها الجامعية بعد الكثير من التعب والحرمان، لتحقق تفوّقاً وتميّزاً رغم كل الظروف، من ثمّ تعمل في منظمة إنسانية، لتساعد إخوانها المهجرين وتضع بصمتها هناك.
روان، مثالٌ حيّ عن الفتاة السورية، حالها كالكثيرات منهن، ممن أثبتن بجدارةٍ قدرتهنّ على العمل والتمييز رغم كل مصاعب الحياة وصدماتها.
ريم مصطفى
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع