لميس فتاة من بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي يتيمة الأب عاشت في كنف جدها وجدتها بعد زواج أمها، تقول لميس الفتاة العشرينية ودموع البهجة تملأ عينيها الخضراوين “فرحتي ما بعطيها لحدى والدنيا مو وسعانتني من الفرحة”.
بعد سنين من المثابرة نالت الشهادة الثانوية عام ٢٠١٦ ودخلت كلية التربية في جامعة إدلب. تتابع حديثها معي وهي تشعر بالحزن والفرح معا ” كنت اشتغل بالخياطة وادرس حتى أمن مصروفي بعد ماتوفى بابا ونزحت مع بيت جدي ع دير حسان” مبينة حجم المعاناة والمأساة في وفاة والدها وترك أمها لها لزاوجها برجل آخر.
” بابا توفى وقت كنت صف تاسع وماما تزوجت وتكفلو بعدا بيت جدي برعايتي” تقول هذه الكلمات بروح متعبة ولكن ما يعزيها وجود جدها وجدتها بجانبها فقد عوضاها عن كل حرمان وتعب ومشقة في غياب والديها، “جدي وستي حنونين كتير عوضوني عن أهلي وكان الهون الفضل بدعمي لحتى ادرس وانجح”.
تقول لميس بعد تخرجها من الجامعة، ” نجاحي بهديه لجدي وستي الي ساندوني ودعموني وهني فخورين فيي متل ماانا فخورة فيهون” فهو الحلم الذي طالما تعبت وسهرت وسعت لأجله ونيل الإجازة الجامعية حتى يفخر بها جدها وجدتها”.
لميس الفتاة العشرينية ببهجة التفوق تملأ عينيها الخضراوين تصرح أن “فرحتي مابعطيها لحدى والدنيا مو وسعانتني من الفرحة” موضحة بأن فرحتها كانت أجمل وأحلى لو أن والدها مازال على قيد الحياة وأمها كانت بجانبها ولكن القدر له كلمته وهذه هي الحياة.
تبقى لذة النجاح جميلة مهما كانت الظروف والمآسي التي مرت بالإنسان قاسية ومؤلمة ولكن عند تحقيق الحلم والوصول إلى القمة تبقى تلك المتاعب مجرد ذكريات يبتسم لها البشر عند تذكرها فقد كانت تلك المتاعب الدافع الأكبر لتحقيق مانصبو إليه لنحقق ذاتنا وأنفسنا مهما كان الطريق متعثرا.
قصة خبرية/خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري