نشر “فراس الأسد” نجل شقيق رأس النّظام الأب “رفعت الأسد”، أمس الأربعاء 2 حزيران/يونيو، منشوراً على حسابه الرسمي في فيسبوك، تحدّث فيه عن النظام السوري وخروج رفعت من سوريا ومحاولته قتله في جنيف.
بدأ فراس منشوره كمعتقل يصف لحظات اعتقاله وأساليب تعذيبه، إلّا أنّ اعتقال فراس كان خارج جدران سجون النّظام وخارج حدود سلطته حتى.
تحدّث فراس عن صعقه بالكهرباء ولكمه وركله وهو مكبّلاً، لا يستطيع الحراك بأمر من والده “رفعت الأسد” الذي أمر بقتله ورميه في بحيرة قريبة من منزله في ريف جنيف، والذي أنقذه في ذلك اليوم صوت زوجة أبيه “رجاء بركات” التي خافت أن يتهم ولدها “سوار” بقتله.
تطرّق فراس أيضاً إلى ماضي والده الأسود، وكيف كان يضرب والدته بالعصا، لمجرّد اعتراضها على رأيه في أمر صغير لتنال منه ما تنال من ضرب وشتائم تكرّست في جبروته الذي زرعته فيه السلطة والاستبداد.
لم يكن نظام المقاومة والممانعة بمعزل عن لقاءات سرّية مع مسؤولين إسرائيليين, فالقشّة التي قصمت ظهر البعير ما بين فراس الأسد وأبيه حسب قوله أنّه رفض لقاء مسؤول إسرائيلي، مشيراً إلى تعليق رفعت على رفضه ذاك بقوله: “ولك حمار لتكون مفكر النّظام ما بيحكي مع الإسرائيليين.. لك أنت حمار لهالدرجة!!!!”.
لخّص فراس الأسد حكاية سوريا ومعاناتها بتقديس رأس النّظام الأب وشقيقه الذي ذاع صيته في الثمانينات بجبروته وقتله لمئات الشباب بلا أيّ ذنب, مضيفاً أنّ محرّك آلة التقديس تلك كان رجال الدين في جميع الطوائف في سوريا وخاصّة الطائفة السنية الذين باركوا ذلك التقديس، وذهبوا إلى أبعد من ذلك، بإضفاء صفات القديسين والأنبياء على رأس النّظام الأب “حافظ الأسد” والآن ابنه “بشار”.
لم يكن تقديس حافظ الأسد أمراً اختيارياً للكثير ممن عاشوا فترة الثمانينيات, فجرائم كلّ من حافظ وشقيقه رفعت, وصوت المدافع والدبابات والعنف المفرط كانت أقوى من صوت الأحرار آنذاك، لترسّخ سلطة الأسد وتشوّه واقع سوريا وتقلب فيها مبادئ الأخلاق وتغيّر فيها الثوابت وتحوّل أراذل النّاس وأكثرهم فساداً إلى أسياد للبلاد، كحافظ ورفعت وغيرهم كثيرين.
جمع نظام الأسد أراذل البشر من كافّة الطّوائف والقوميات ومن جميع مناطق سوريا، ليمزج منهم آلة شيطانية حكم سوريا من خلالها بالحديد والنّار والفساد ودمّر فيها أسس المجتمع الأخلاقية وقلب مفاهيم الشرف والنبل بمفاهيم اختزل فيها استبداده وجبروته بمقاومة وممانعة مزيفة.
تقاسم حافظ ورفعت الأسد سوريا كأنّها ملك شخصي لهما فقط وكأنّها مزرعة لآل الأسد وقد كنّاها باسمه لتصبح “سوريا الأسد” البعيدة عن الحريّة والاستقلال, فقد اختار حافظ أن يستفرد بسلطة البلاد وأن يكون المستبد الوحيد فيها لا ينازعه في الجبروت شخص آخر, بينما قبل رفعت أن يبيع الوطن والوطنية التي قتل باسمها المئات من الأبرياء مقابل 200 مليون دولار أمريكي، وحقائب وصناديق مليئة بالذهب وآثار سوريا العريقة في عيون أبنائها جميعاً إلّا رفعت وحافظ ومن انتهج نهجهما في الفساد والاستبداد.
واليوم يكمل رأس النظام الابن مسيرة الأب باتباع النهج ذاته من تسلّط واستبداد وانتهاك الحقوق والحريات دون رادع ودون تمييز, فالوطني بنظر نظام الأسد مهما كان دينه أو طائفته أو قوميته, هو من يصدح بحنجرة أعماها الذل والهوان “بالروح بالدم نفديك يا بشار”
فهل سيأتي يوم يدوس فيه السوريون بكافّة دياناتهم وأطيافهم وطوائفهم وقومياتهم على المجرمين من آل الأسد وغيرهم لينفضوا عن سوريا غبار 50 عامٍ من الذلّ والاستبداد, كما يقول فراس!!!!!!؟؟
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع