غزة – “القدس العربي”:
من جديد عادت اللعبة الإلكترونية المشهورة “ببجي” من جديد لتصبح مركزا للاهتمام ضمن القضايا المثارة على وسائل الإعلام، بالرغم من جائحة “كورونا” التي لا تزال تحصل على الاهتمام الأكبر، وذلك عقب صدور فتاوى بتحريم لعبها، لما تنشره من “مفاسد”.
وشارك رجال الدين من قطاع غزة آراء زملائهم في مؤسسة الأزهر الشريف في مصر، وأفتوا بتحريم هذه اللعبة، التي تعد الأشهر عالميا، والتي يقبل عليها الأطفال والفتية والشباب.
وقد جاء التحريم، بعد صدور تحديث جديد للعبة “ببجي”، يشمل الطلب من اللاعب الذي يتحكم إلكترونيا بالمقاتل الذي يظهر على شاشة الهاتف الخلوي، بأن يقوم عبر التحكم بهذا اللاعب، بجعله يركع لصنم في خريطة تسمى “سانهوك”، حيث يحصل على معدات وأسلحة تعطيه المزيد من القوة في مراحل القتال القادمة.
وفي ظل الخشية من لجوء الفريق القائم على اللعبة إلى وضع تحديثات أخرى في قادم الأيام، رغم اعتذاره السابق عن تحديث الصنم وإلغائه، صدرت فتاوى التحريم، خاصة وأن هذه اللعبة شهدت مؤخرا زيادة في نسبة مستخدميها، بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس “كورونا”، والتي حدت من حركة المواطنين، وألزمتهم البقاء في منازلهم معظم الأوقات، خاصة في ظل إغلاق المقاهي ومراكز الألعاب الإلكترونية.
وفي مساجد غزة، طلب الوعاظ ومحفظو القرآن من الأطفال والفتية حذف تطبيق “ببجي” من هواتفهم ومن الأجهزة اللوحية التي يملكوها، كإجراء وقائي من “خطر فكري” يطال العقيدة الإسلامية، حسب ما أوضح أحد محفظي القرآن، بعد بيان خطر الركوع لغير الله في الشريعة.
وقد أفتى الشيخ عبد الباري خلّة، أستاذ الفقه المقارن، بتحريم اللعبة، بعدما أشار إلى “المفاسد” التي استند عليها في تحريم اللعبة، وقال خلة، المحاضر في كلية الدعوة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف بغزة، إن الأصل في أي لعبة الإباحة والجواز، مضيفا في فتواه: “إلا إذا تضمّنت محاذير شرعية تجعلها تصير مكروهة أو محرمة”.
وذكر خلة في فتواه التي نشرها على صفحته على موقع “فيسبوك”، أن بعض الدول الأجنبية والإسلامية حظرت لعبة “ببجي” لما فيها من خطورة على الإنسان والمجتمع، وقال إن اللعبة فيها “إلهاء عن ذكر الله، وإضاعة للكثير من الوقت، وتعوّد الإنسان على الإجرام والإدمان”، وقال إن اللعبة خطفت عقول الشباب، وجعلتهم يعيشون عالما افتراضيا بمعزل عن الواقع.
وأشار إلى التحديث الأخير اللعبة، الذي يجبر من يريد الحصول على سلاح فتّاك أن يقوم بالسجود لصنم من الأصنام، وقال: “هذا أمر كفر والعياذ بالله، فإن اللاعب لا يهمه إلا أن ينتصر، وكأن هذه دعوة لأبناء المسلمين أن يعتادوا عبادة غير الله، وهذا كفر لا يجوز فعله”.
ولفت إلى تحذير منظمة الصحة العالمية من تلك اللعبة، لما تؤدّي إليه من ظواهر نفسية واجتماعية سيئة، وتحرض على العنف والتنمر، وقد تؤدي إلى الاكتئاب والعقد النفسية، وأضاف خلة: “لكل هذه الأسباب والمحاذير والأضرار يرى كثير من العلماء حرمتها ويؤيد علماء الشريعة كثيرٌ من علماء النفس والاجتماع”، وننصح الآباء بمتابعة الأبناء في مسيرتهم، ومراقبة الهواتف الذكية وترشيد استعمالها، والتأكيد على أهمية الوقت.
وكان خلة أشار في تصريحات صحافية لأحد المواقع المحلية، إلى أن هذه اللعبة تسببت في طلاق بعض النساء من أزواجهن في غزة، مشيرا إلى أن بعض مظاهر الفساد انتشرت بسببها.
وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية كرر عقب تحديث اللعبة، تأكيده على حرمة كافة الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف أو تحتوي على أفكار خاطئة يُقصد من خلالها تشويه العقيدة أو الشريعة وازدراء الدّين، وتدعو للرّكوع أو السجود لغير الله، أو امتهانِ المقدسات أو عنف أو كراهية أو إرهاب أو إيذاءِ النَّفس أو الغير.
جدير ذكره أن التحديث الأخير للعبة لاقى انتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعهد الكثير من المعلقين بحذف اللعبة من هواتفهم، ومن هواتف أبنائهم الصغار، في وقت شرعت فيه الكثير من الأسر بحذف اللعبة من هواتف أبنائها الصغار.
وكان فريق اللعبة قدم اعتذارا بعد الهجوم عليه، وقال في بيان أصدره: “باشرنا باتخاذ الإجراءات اللازمة وأزلنا الخاصية المزعجة ونعمل على إزالة المحتوى البصري المتعلق بها”، وأضاف: “يقدر فريق لعبة ببجي موبايل ويحترم جميع الأديان والثقافات ويبذل أقصى ما بوسعه لتوفير بيئة لعب آمنة وشاملة للجميع”.
نقلا عن القدس العربي