بعد ثلاث سنوات من “تجاوز” الحديث عن أن ما يجري في سورية، ويعرض على الفضائيات “المغرضة”، صور مفبركة، عاد الأمر نفسه، وهذه المرة في مصر خصوصاً، حيث تكلم أكثر من “ممثل” أو إعلامي أو فنان أو صحافي إن ما يُعرض من صور حول القتل والتدمير في حلب فبركات. وظهر أن خلف ذلك “نشاطا” من النظام للتغطية على ما يجري في حلب، بمعنى أن هناك من وجّه لتكرار ذلك، بعد أن ظهرت وحشية النظام.
في المراحل الأولى من الثورة، اهتم النظام جدياً، من جهةٍ، بفبركة فيديوهات تشير إلى “وحشية الثورة”، وتظهر “طائفية” المشاركين فيها، وتعمّمت على “يوتيوب” فيديوهات عن “عمليات ذبح” يقوم بها “الإرهابيون”، تبيّن أن مصدرها تونس (خرج منها كذلك ادعاء جهاد النكاح، وجرى تصدير “الجهاديين” من أطراف معلومة)، التي ظهرت مركزاً إعلامياً مهماً لتشويه الثورة، وتدعيم النظام بالدواعش (قيل إن عددهم وصل إلى خمسة آلاف). ومن جهة ثانية، كيل الاتهام أن كل ما ينشر عن وحشيته فيديوهات مفبركة، وجرى التركيز على قنوات الجزيرة (كانت حليفاً للنظام السوري سنوات)، والعربية، وعلى إعلام المعارضة. على الرغم من أن الوحيد الذي شكّل “جيشاً إلكترونياً” هو النظام، وتدرّب كثيرون من كادره على “الفوتوشوب” والتركيب، والفبركة على يد خبراء إيرانيين وروس.
ألصق النظام بالثورة “أعمالاً إرهابية” منذ الأيام الأولى للثورة، وجرى تعميم فيديوهات تُظهر “وحشية الثورة”، واستخدامها السلاح وسيطرة “مجموعات سلفية” و”جهاديين” (كانوا حينها في السجن عند النظام). لكن بشار الأسد فضح الأمر، بالخطأ، بعد عام من الثورة، حيث قال في خطاب له في “مجلس الشعب” إنه “في الأشهر الستة الأولى، لم يكن هناك سلاح ولا مسلحون”، وأكد نائبه فاروق الشرع ذلك بعد ستة أشهر (وعُزل حينها). ليتبخر كل حديث عن “إرهاب” أو “مسلحين” أو قتل يُمارس من الثورة.
بعدها، خفت الاتهام بأن ما يُنشر فبركة، وبات “ممانعون” كثيرون يؤيدون ويبررون كل ما يقترفه النظام من وحشيةٍ وقتل وتدمير، بعد أن جرى “تصنيع” جبهة النصرة ومن ثم داعش، والتركيز على خطرها ووحشيتها التي أخافت فئاتٍ اجتماعية من “الأقليات” خصوصاً، لكن كذلك من العلمانيين. ولم تعد الصور التي تُنشر مفبركةً، أو من إنتاج “الجزيرة” أو “العربية”، بل كانت التعبير عن “قوة النظام” الذي يسحق “الإرهابيين”، ويقتل آلافاً منهم. وبهذا، أصبحت الوحشية من فعل النظام، لكنها مبرّرة، وضرورية لسحق الإرهاب، ومحاربة “داعش” وجبهة النصرة. أصبح للوحشية “قيمة عليا”، ومبرر أخلاقي، وباتت “ضرورة حياتية” لهؤلاء المرعوبين من الصورة التي تُعمم حول “داعش” و”النصرة”، من النظام ومن الإعلام الإمبريالي معاً، وكذلك من الإعلام العربي، بما في ذلك فضائيتا العربية والجزيرة. وأصبح لا مانع لديها بقتل الشعب السوري كله، ما دام هو “البيئة التي تُنتج كل هذا الإرهاب”، على الرغم من أن الإرهابيين قادمون من كل العالم إلا سورية، من تونس والسعودية ومصر والعراق، وخصوصاً من أوروبا وأميركا، حيث تتشكل بؤر كبيرة تحت أعين الأجهزة الأمنية فيها، وبرعايتها.
ما أوضحته الموجة الجديدة التي تتهم أن الصور حول حلب مفبركة، والتي وجدنا أنها طفت في مصر (وفي تونس)، هو أن النظام بات في مأزقٍ كبير. لهذا، بات معنياً بالعودة إلى مخططه الذي اتبعه منذ البدء، أي الاتهام بالفبركة لكل الصور التي تُظهر الوحشية التي يمارسها (وتمارسها روسيا).
خبراء الفبركة في إيران وروسيا، واستمدها النظام منهما. وقد مارستها إيران في مواجهة انتفاضة سنة 2009، ومارستها روسيا في حرب النظام ضد الشيشان. أما الشعب السوري فهو “يمثل” باللحم الحي، وبالدم، وبالدمار الذي يطاول بيوته. في كل ما جرى في سورية هذه هي الحقيقة الأسطع.
في المراحل الأولى من الثورة، اهتم النظام جدياً، من جهةٍ، بفبركة فيديوهات تشير إلى “وحشية الثورة”، وتظهر “طائفية” المشاركين فيها، وتعمّمت على “يوتيوب” فيديوهات عن “عمليات ذبح” يقوم بها “الإرهابيون”، تبيّن أن مصدرها تونس (خرج منها كذلك ادعاء جهاد النكاح، وجرى تصدير “الجهاديين” من أطراف معلومة)، التي ظهرت مركزاً إعلامياً مهماً لتشويه الثورة، وتدعيم النظام بالدواعش (قيل إن عددهم وصل إلى خمسة آلاف). ومن جهة ثانية، كيل الاتهام أن كل ما ينشر عن وحشيته فيديوهات مفبركة، وجرى التركيز على قنوات الجزيرة (كانت حليفاً للنظام السوري سنوات)، والعربية، وعلى إعلام المعارضة. على الرغم من أن الوحيد الذي شكّل “جيشاً إلكترونياً” هو النظام، وتدرّب كثيرون من كادره على “الفوتوشوب” والتركيب، والفبركة على يد خبراء إيرانيين وروس.
ألصق النظام بالثورة “أعمالاً إرهابية” منذ الأيام الأولى للثورة، وجرى تعميم فيديوهات تُظهر “وحشية الثورة”، واستخدامها السلاح وسيطرة “مجموعات سلفية” و”جهاديين” (كانوا حينها في السجن عند النظام). لكن بشار الأسد فضح الأمر، بالخطأ، بعد عام من الثورة، حيث قال في خطاب له في “مجلس الشعب” إنه “في الأشهر الستة الأولى، لم يكن هناك سلاح ولا مسلحون”، وأكد نائبه فاروق الشرع ذلك بعد ستة أشهر (وعُزل حينها). ليتبخر كل حديث عن “إرهاب” أو “مسلحين” أو قتل يُمارس من الثورة.
بعدها، خفت الاتهام بأن ما يُنشر فبركة، وبات “ممانعون” كثيرون يؤيدون ويبررون كل ما يقترفه النظام من وحشيةٍ وقتل وتدمير، بعد أن جرى “تصنيع” جبهة النصرة ومن ثم داعش، والتركيز على خطرها ووحشيتها التي أخافت فئاتٍ اجتماعية من “الأقليات” خصوصاً، لكن كذلك من العلمانيين. ولم تعد الصور التي تُنشر مفبركةً، أو من إنتاج “الجزيرة” أو “العربية”، بل كانت التعبير عن “قوة النظام” الذي يسحق “الإرهابيين”، ويقتل آلافاً منهم. وبهذا، أصبحت الوحشية من فعل النظام، لكنها مبرّرة، وضرورية لسحق الإرهاب، ومحاربة “داعش” وجبهة النصرة. أصبح للوحشية “قيمة عليا”، ومبرر أخلاقي، وباتت “ضرورة حياتية” لهؤلاء المرعوبين من الصورة التي تُعمم حول “داعش” و”النصرة”، من النظام ومن الإعلام الإمبريالي معاً، وكذلك من الإعلام العربي، بما في ذلك فضائيتا العربية والجزيرة. وأصبح لا مانع لديها بقتل الشعب السوري كله، ما دام هو “البيئة التي تُنتج كل هذا الإرهاب”، على الرغم من أن الإرهابيين قادمون من كل العالم إلا سورية، من تونس والسعودية ومصر والعراق، وخصوصاً من أوروبا وأميركا، حيث تتشكل بؤر كبيرة تحت أعين الأجهزة الأمنية فيها، وبرعايتها.
ما أوضحته الموجة الجديدة التي تتهم أن الصور حول حلب مفبركة، والتي وجدنا أنها طفت في مصر (وفي تونس)، هو أن النظام بات في مأزقٍ كبير. لهذا، بات معنياً بالعودة إلى مخططه الذي اتبعه منذ البدء، أي الاتهام بالفبركة لكل الصور التي تُظهر الوحشية التي يمارسها (وتمارسها روسيا).
خبراء الفبركة في إيران وروسيا، واستمدها النظام منهما. وقد مارستها إيران في مواجهة انتفاضة سنة 2009، ومارستها روسيا في حرب النظام ضد الشيشان. أما الشعب السوري فهو “يمثل” باللحم الحي، وبالدم، وبالدمار الذي يطاول بيوته. في كل ما جرى في سورية هذه هي الحقيقة الأسطع.
العربي الجديد