وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها “عربي21″، إن “السوريين عانوا منذ بداية الثورة عام 2011 من أنواع العذاب كلها، فأمطرهم الأسد من السماء بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية، وقام جيشه بتدمير مصادر ضخ المياه، وحاصر المدن والبلدات من أجل تركيع من فيها، وعذب آلاف المعتقلين في السجون، وضربهم حتى الموت، وقتل حتى الآن أكثر من 400 ألف سوري، وشرد الملايين”.
وتشير الصحيفة إلى أن “هناك أدلة عدة تظهر أن النظام استمر في استخدام غاز الكلور بصفته جزءا من ترسانته العسكرية، إلا أن الأسد تردد منذ عام 2013 في استخدام السلاح الكيماوي، وقراره اليوم استخدامه من جديد يظهر أنه لم يعد مهتما، أو مقيدا بأي قيود من التي أشرفت روسيا على التوسط بها من أجل نزع ترسانته النووية، بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما معاقبة النظام لاستخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية، حيث تراجع أوباما عن قراره مقابل نزع الترسانة الكيماوية السورية”.
وتلفت الافتتاحية إلى أن “70 شخصا قتلوا في هجوم على إدلب، منهم 20 طفلا، وينكر النظام مسؤوليته عن الهجوم، إلا أن الناشطين والمسؤولين الغربيين حملوا طيران الأسد المسؤولية، حيث تعرض الضحايا للأعراض ذاتها التي تعرض لها ضحايا الغوطة الشرقية، عندما استخدم في الهجوم غاز السارين المحرم دوليا”.
وتذهب الصحيفة إلى أن “أوباما تجاهل خطه الأحمر، وسمح لبوتين بالدخول وملء الفراغ، ما قاد إلى توقيع سوريا اتفاق حظر انتشار الأسلحة الكيماوية”.
وتبين الافتتاحية أن “المقاتلين وعائلاتهم كانوا ينسحبون إلى محافظة إدلب بعد تقدم قوات النظام، حيث أن حشر المعارضة السنية بهذه الطريقة قد يؤدي إلى عملية تطهير عرقي، ولو تم ضربهم بالغازات السامة من النظام على أكثر احتمال فإن هذا يزيد من جرائم الحرب”.
وتورد الصحيفة أن “كلا من دمشق وموسكو تزعمان أن الغاز الذي انبعث في خان شيخون كان بسبب انفجار مخزون من السلاح يعود إلى المعارضة بعد ضربه من الجو، وزعم كهذا يعبر عن سذاجة، خاصة أن مفتشي الأمم المتحدة حذروا العام الماضي من أن الأسد فشل في الالتزام بالاتفاقيات الموقعة سابقا بعدما وجدوا أدلة على استخدام غاز الأعصاب، لكن انقسام مجلس الأمن أدى إلى فشله في التحرك ضد الانتهاكات في سوريا”.
وتتحدث الافتتاحية عن الموقف البراغماتي الذي برز في الولايات المتحدة وأوروبا، حول فكرة التعايش مع الأسد، كون ذلك وسيلة من أجل التخلص من تنظيم الدولة، وتعلق قائلة: “لو كان هناك أي شك بأن هذا التفكير واهما، فإنه يجب أن يتبدد هذا الأسبوع؛ لأن الأسد هو المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار، وأدت جرائمه إلى مساعدة تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة”.
وتختم “فايننشال تايمز” افتتاحيتها بالقول إن “موسكو لا تزال تملك العديد من الأوراق، ويجب أن يستخدمها بوتين الآن، فإنقاذ نظام الأسد شيء، والوقوف جانبا ومراقبة ابنه البديل المتجرئ وهو يقوم باستخدام الغاز السام ضد السوريين شيء آخر، حيث أنه يسخر من الاتفاق الدولي الذي ضمنته روسيا”.