تعتبر اللحوم و البيض مواد أساسية على موائد السوريين لكن الغلاء وارتفاع الدولار حال للاستغناء عنها عند أغلب المواطنين، فقد شهدت اللحوم والبيض ارتفاعا كبيرا في أسعارها خلال الفترة القليلة الماضية في كافة المحافظات حيث وصل سعر الكيلو الواحد من لحم الخروف 3200 ل.س بسبب الإقبال المتزايد عليها بدل الفروج الذي تراجع الكثير من المستهلكين السوريين عن شرائه بسبب انتشار أمراض متعددة من جراء تناول اللحوم المثلجة المستورة من تركيا وأوكرانيا.
كما ويباع في الأسواق السورية لحوما كثيرة مجهولة المصدر يعتقد الكثيرون أنها بقايا لحوم وجلود مفرومة رديئة المواصفات وغير صالحة للاستخدام البشري إلا أن البعض يلجأ لشرائها بسبب الغلاء، وأحيانا تلجأ ربات البيوت السوريات لاستخدام مكعبات الدجاج كمنكهات بدل اللحم والدجاج كما يشترون البيض بالعدد كأربع أو خمس بيضات فقد وصل سعر البضة الواحدة ل40 ليرة سورية.
قال أبو عمر جزار من مدينة حلب : ” بعد أن كانت حلب من أكبر مستهلكي لحم الخروف في سوريا نظرا لاستخداماته المتعددة في مطابخ المطاعم والبيوت، أصبح الكثير من الحلبيين يستخدمون اللحوم البيضاء كالفروج التركي والإيراني و الهندي ولحم الأرانب نظرا لغلاء لحم الخروف وهناك تراجع كبير في حركة البيع والشراء”.
كما شهدت أسعار البيض في أسواق سوريا ارتفاعا غير مسبوق فبينما كانت سعر صحن البيض يصل لنحو 700 ليرة سورية وصل خلال الأسبوع الفائت مابين 1000 و 1200 ل.س ، كما وصل سعر كيلو الفروج السوري ل 1000 ل.س مذبوح وبحسب موقع “اقتصاد” فقد أشار مراقبون أن ارتفاع أسعار البيض والفروج الذي يسعى مسؤولو النظام لتبريره من خلال توقف العمل بالعديد من المنشآت، أمر غير مقبول لأن الطاقة الإنتاجية للمادتين تفوق حاجة السوق المحلية بكثير ويتم تصدير كميات كبيرة إلى العراق والأردن ولبنان”
يقول عماد أحد الموزعين لمادة البيض:” أن هذا الارتفاع يعود لرفع سعر الأعلاف، ولكن قرار رفع الأسعار لم يمض عليه سوى أيام قليلة وغير ممكن أن يكون قد تم استيراد العلف بهذه السرعة وإطعام الدجاج البياض من هذا العلف المستورد على السعر الجديد”.
ويشك بعض الموالين للنظام من خلال ما تداولوه على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن النظام يخزن البيض و يوزعه على المقاتلين الروس والإيرانيين في سوريا.
و يشكل ارتفاع الأعلاف 80 بالمئة في كلفة الفروج التي ساهمت في الارتفاع، و تجدر الإشارة إلى أن طن العلف ارتفع بمقدار 7 آلاف حيث كان سعر الطن الواحد قبل القرار 142 ألف ليرة بينما أصبح اليوم يستورد 149 ألف ليرة، وقد وصل سعر الذرة الصفراء إلى 90 ليرة و الصويا 190 الأمر الذي أدى لازدياد أسعار البيض والفروج.
كما تساهم درجات الحرارة المنخفضة والمرتفعة في تراجع الإنتاج وانخفاضه بنسبة 50 بالمئة على أسعار البيض والفروج المطروحة في الأسواق.
وقد حذرت المؤسسة العامة للبيض والدواجن من فقدان منتجات الدواجن بشكل نهائي في الأسواق السورية و تتحول من بلد مصدر لهذه المنتجات إلى مستورد من الدول الأخرى حيث كانت تحتل سوريا المرتبة الأولى عالميا في إنتاج البيض فقد وصل إنتاجها إلى 4,5 مليار بيضة، و ذلك بسبب التراجع الكبير الذي يعاني منه قطاع الدواجن هذه الأيام.
فهل من الممكن أن تستغني العائلات السورية عن تلك المواد الأساسية اللازمة لنمو أطفالهم كما غابت عنها الكثير من المواد الغذائية كلحم الغنم و الأجبان والحلويات والفاكهة ؟!.
سلوى عبد الرحمن
المركز الصحفي السوري