من نافذة السيارة تطلق لتفكيرها العنان بسكون مبهم ممزوج بصدى صوته الغائب، تشعر بالحنين وتعجز عن الانتصار لنفسها لطالما تنازلت عن أشياء تحتاجها لأجله، تحن أمل للأمس لذكرياتها الحلوة معه وكلماته الجذابة، لتستفيق من شرودها على أصوات الأمواج القوية والنسمات الباردة….
توالت الأيام بين نظرات منه وخجل منها ، منذ السنة الثانية لهما عام ٢٠١٤ عندما تقابلا في مدخل كلية العلوم بجامعة حمص، كان عمر يميل بعينيه كما تميل الورقة تحت تأثير العاصفة يبتسم لها فترتسم ابتسامة منقبضة تزين وجه أمل..
كل مصادفة مقصودة بينهما تأخذهما إلى عالم آخر ،يتواصلا فيها بلغة مفتونة وروح عاشقة، لتنطق حروف صمتهما مبادرا عمر الكلام “” كيف حالك يا أملي ” أربكت أمل كلماته وتمردت على صمتها قائلة ” شكرا أنا بخير كيفك انتي”..
جاء الليل واشتاق عمر لرؤية أمل وعينيها البنيتين فأخذه الحنين لمفرق شارعهما، ووسط ليل هادئ رطب ورياح خفيفة، حدّث نفسه أحبها ولا أراها كثيرا هل لشوقي من نهاية.
تلامس حبيبات المطر الخفيفه خصلات شعر عمر البنية مثلت صورة أمل أمام عينيه وهو يتهادى في طريقه، أمل الشابة الطموحة ذات الشعر الأسود والوجه المدور ، ماسكا هاتفه مرسلاً “وحبيبتي هناك بتنافس القمر حتى لو غطت وشا لاتخجلي حبيبتي يلي بتشبهي القمر فحبيبك هون تحت المطر. .”
كلمات أثارت كيان أمل وأبهجت روحها، وبعثرت قلبها، وبمرونة جسدها الرشيق أطلت من شرفة غرفتها أرسلت سلامات براحة اليد أنارت دورب فؤاد عمر ولحظاته السحرية …
وعلى رمال الشاطئ رسمت أمل قلب ووضعت حرفها وحرف عمر في منتصف القلب تماما، وأسهبت بنظراتها نحو الأفق متأملة صورة عمر وحديثها وضحكاتها معه … فحبها له حقيقة وصلت إلى حدّ الجنون، قطف قلبها وسحر نظراتها، حب لاتحكمه القوانين ولا تفسره قواميس أو معاجم…
وعلى أريكته محدقا في ضوء القمر التي غطّت أجزاءه بعض الغيوم، يجري عمر اتصالا مع أمل يخبرها بعودته من الغربة وحبه واشتياقه الذي لاتداويه الآهات ويسكن أعماق روحه، رغم لملمة الحروف وترميم السطور.
وبين صدى صوت الأمواج وشروق الشمس، أودعت أمل حنينا جعل للكلمات عطرا ولخيوط الشمس ألف لون، يذكرها باشتياقها ل فارس أحلامها وأمل حياتها فاللقاء ب حبيبها اقترب بعد طول انتظار ..
وفي حفل الخطوبة ،بصوت شجيّ غنت أمل أغنيةً لفيروز “انا لحبيبي وحبيبي الي” لطالما اعتاد عمر سماعها من “أملي” ليؤكدا بأن الحب حقيقة فريدة من نوعها وموسوعة لاتنتهي من فيض المشاعر، واتحاد أرواح تعاهدت على المضي في طريق واحد إلى حيث اللانهاية…
خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع