غرق 537 مخيم بمياه الأمطار الغزيرة خلال اليومين الماضيين، وانجرفت عشرات الخيم بشكل كامل في ظل ظروف معيشية وإنسانية صعبة.
أبو احمد نازح من منطقة ريف حماة الشرقي في مخيم الغرباء بالقرب من مدينة الدانا شمالي إدلب، يتحدث عن ليلة أمس كيف أمضاها هو وأطفاله الخمسة، لم نستطع النوم نتيجة غرق خيمتنا، وتضرر كل محتويات الخيمة من فرش وأغطية ومعدات كاملة.
وأضاف هذه المرة الثالثة التي نتعرض فيها هذا العام للغرق نتيجة الأمطار والسيول، لكن ليلة أمس كان المطر غزير جداً، ولم نستطع مغادرة المخيم بسبب الوحل وغياب وسائل النقل في هذه الأجواء.
ونوه أبو أحمد إلى تقصير المنظمات الإنسانية والإغاثية في مساعدتهم، وعدم تقديم العوازل المطرية، وفرش للأرض، وغياب المصارف للمياه، واقتصرت الاستجابة فقط على فرق الدفاع المدني ومساعدتهم في فتح مجاري لتصريف المياه من داخل المخيم.
أم وليد نازحة من ريف حماة الجنوبي تقيم في قاطع أطمة الشمالي تشكي فقدانها وأطفالها الثلاثة خيمتها بعد انجرافها الليلة الماضية, ومبيتها في أحد مساجد أطمة نتيجة غزارة الأمطار.
وتضيف; رغم أنها كانت خيمة لا تتجاوز مساحتها 3×4 أمتار لكن كانت تجمعني أنا وأطفالي, واليوم أنا بلا مأوى مثل اليوم الذي خرجت فيه من قريتي قبل 3 أعوام وسيطرت قوات النظام عليها واعتقل زوجي، لا أعلم ما هي مشكلتي مع القدر الحياة باتت تعيسة جدا في وجهي ووجه هؤلاء الأطفال.
ما هي الأضرار والاحتياجات نتيجة العاصفة؟
أصدر فريق منسقي استجابة سوريا بيانا مناشدة جاء فيه: تأثرت العديد من المناطق في سوريا عامة ومناطق شمال غرب سوريا بشكل خاص بموجة جديدة من الهطولات المطرية المستمرة والتي أضرت بالعديد من القطاعات, أبرزها قطاعا الزراعة والمخيمات في المنطقة.
وأضاف البيان أجرت الفرق الميدانية التابعة لفريق منسقي استجابة سوريا تقييما أوليا للأضرار الناجمة عن الهطولات المطرية في المخيمات والتجمعات الموجودة في المنطقة، حيث بلغ عدد المخيمات التي تعرضت للأضرار والتي تم توثيقها حتى الآن أكثر من 537 مخيما ضمن التجمعات المنتشرة في شمال غرب سوريا، مما تسبب في تضرر أكثر من 8053 عائلة حتى الآن وتشرد العشرات من العائلات ضمن تلك المخيمات وانعدام المأوى بشكل كامل لهم، إضافة إلى أضرار متفاوتة في المخيمات الأخرى.
وأكد فريق منسقي استجابة سوريا عبر البيان:
• نناشد جميع المنظمات والهيئات الإنسانية المساهمة في تأمين الاحتياجات العاجلة للنازحين والمهجرين ضمن تلك المخيمات.
• نطلب من كافة الفعاليات المختصة في المنظمات والهيئات الإنسانية العمل على تحقيق الاستقرار الأولي للمهجرين والنازحين من خلال العمل على إصلاح الأضرار الناجمة عن الهطولات المطرية وإصلاح شبكات الصرف الصحي والمطري والعمل على رصف الطرقات ضمن المخيمات والتجمعات بشكل عام.
• تستمر فرق منسقي الاستجابة الميدانية في تقييم الأضرار الناجمة عن الهطولات المطرية في المخيمات والتجمعات المتضررة والعمل على إحصائها بشكل كامل بغية تحقيق عمليات استجابة أفضل للنازحين والمهجرين في المنطقة.
أضرار ونتائج غير مادية
علقت مديرية التربية والتعليم الحرة في إدلب الدوام المدرسي في مجمع ومدارس المخيمات نتيجة الأمطار والسيول، وحرمان الطلاب من الحصول على التعليم لمدة يومين.
وأفاد مصطفى حاج علي إعلامي مديرية التربية، بسبب موجة الأمطار الغزيرة التي مرت على الشمال السوري المحرر تضررت عشرات الخيم وعدد من المخيمات.
وأعلن مجمع المخيمات التربوي التابع لمديرية التربية عن إغلاق جميع مدارسهم البالغ عددها ٧٤ مدرسة.
مدة الإغلاق يومين فقط الأحد والإثنين.
وأضاف المصدر، تضررت ١٣ مدرسة وهي: ” الإحسان والإخاء والبراعم والصدقة والصفا والمروة والفاروق والكرامة وأم القرى وبراعم الشهداء وخالد بن الوليد ومدرسة السلام ومدرسة الشهيد صالح والميدان”
بلغ عدد الطلاب بتلك المدارس ٣٩٤٤ طالب وطالبة.
ويشهد القطاع التعليمي أوضاعا صعبة في ظل استمرار القصف على ريف إدلب الجنوبي والشرقي وتعليق الدوام المدرسي المتكرر.
وينتشر في محافظة إدلب 1039 مخيما وتجمعا عشوائيا، ويقطنها أكثر من 700 ألف نازح، يعانون من أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة، مع انتشار البطالة وتصل إلى نسبة 75% من الأهالي النازحين والمهجرين.
ريما محسن – المركز الصحفي السوري