أحسّ معارضو سورية العلويون، بأنه لا بد من وجود خطوة تدفع أبناء الطائفة للانخراط في الحراك السياسي، لعلهم يستطيعون من خلال تلك الخطوة إنتاج تيار معارض حقيقي يعارض الفكرة المأخوذة عنهم أنّ كل علوي في سورية هو مؤيد لنظام الأسد، فقام أولئك المعارضون العلويون بتشكيل تيار جديد سمّوه ” غد سوريا “.
تم مؤخراً انعقاد مؤتمر في مدينة اسطنبول التركية حضره شخصيات معارضة سورية معروفة، أُعلن من خلاله عن إطلاق تيار سوريٍ جديد تحت اسم ” غد سوريا ” الهدف منه احتواء جميع المكونات السياسية من جميع الطوائف السورية، هدفه التحدّث باسم العلويين المعارضين الذين لا يصل صوتهم و يقع على عاتقهم أخطاء نظام الأسد و جرائمه.
افتتح المؤتمر رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة، ثم تلاه كلمة للأب ابراهيم فرح خوري من كنيسة ادلب و كلمات أخرى لمعارضين سوريين مختلفين، موحدين بذلك جهود الطوائف السورية ضد النظام السوري و الإطفاء بسوريا تحت حكم ديمقراطي.
يستمر المؤتمر ليومين يتوقع بعد انتهائه أن يخرج المجتمعون بكلمة سياسية موحّدة توضّح موقفهم من النظام و جرائمه و خاصة بعد تدخل حليف النظام الروسي عن طريق استخدام طائراته الحربية و القذائف الصاروخية ضد المدنيين مما أكثر من المجازر المرتكبة في بقاع الأراضي السورية.
و على الرغم من التأخر بقيام مثل هذه الخطوة، إلا أنها لربما تكون خطوة داعمة للحراك الثوري في سورية عله يكون خطوة أولى في توحيد صفوف المعارضة بمختلف طوائفها بعيداً عن التشتت و عدم وحدة الصف.
تقدّر نسبة العلويين في سوريا حوالي 12% من السكان، أي ما يقارب المليون و 700 ألف نسمة بمعدّل زيادة سكانية تقارب الـ 2% حسب ويكيبيديا، و سبب هذا النمو السكاني القليل هو هجرة معظم العلويين إلى المدينة و التوظف في الدوائر الحكومية و في الجيش و أجهزة الأمن و المخابرات، حيث أدّى هذا إلى معدل ولادات أقل من المجتمعات التقليدية و التي مهنتها الأساسية الزراعة.
كما اشتهر العلويون في سوريا منذ انطلاقة الحراك الثوري في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011 بولائهم لنظام الابن بشار الأسد، فقاموا و منذ بدء الاحتجاجات السلمية و الخروج في المظاهرات الشعبية بالوقوف إلى جانب قوات الأمن في عمليات القمع ضد الشعب الأعزل عن طريق تشكيل ميليشيات صغيرة اشتهرت تحت اسم ” الشبيحة “.
إلّا أن القليل من أهالي تلك الطائفة وقفوا في صف الشعب السوري و أكدوا على حقهم بالحرية و الكرامة فظهر العديد من الرموز الثورية كالناشطة فدوى سليمان وغيرها ممن نادى مع صوت الشعب بالحرية و العدل و المساواة.
مع اختلاف الآراء السياسية للطائفة العلوية تجاه الثورة السورية، هل يكون هناك خطوة واضحة تبيّن موقف العلويين من الحراك الثوري، و هل سيكون لـ ” غد سوريا ” مواقف و نتائج مفيدة في توحيد الصفوف في المعارضة السورية؟.
المركز الصحفي السوري – محمد تاج