قالت صحيفة غارديان البريطانية إن الغارات الأميركية على منبج في سوريا ستستمر رغم وقوع ضحايا مدنيين وتوقع المزيد، ورغم مناشدة الائتلاف الوطني السوري لوقفها، مضيفة أن السبب هو الأهمية الإستراتيجية للبلدة في الحرب ضد تنظيم الدولة.
ونقلت الصحيفة -في تقرير لها عن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أنس العبدة- مطالبته واشنطن بوقف غاراتها حتى يتم التحقيق في هجوم جرى بالقرب من منبج الثلاثاء الماضي قتل خلاله 73 مدنيا على الأقل “وربما أكثر من 125”.
وشدد العبدة على ضرورة المحاسبة في الغارة “القاتلة” ومراجعة قواعد العمليات بالغارات المستقبلية. وحذر من أن استمرار هذه الغارات ربما يتسبب في استعادة تنظيم الدولة الأراضي التي تم أخذها منه بمشقة بالغة، قائلا إن مواصلة الغارات حاليا ربما تدفع السوريين لليأس وتصبح وسيلة للتجنيد لتنظيم الدولة.
وقال كبير المتحدثين الرسميين باسم القيادة الأميركية في العراق وسوريا العقيد كريستوفر غارفر للصحيفة إن الغارات ستستمر ضد تنظيم الدولة، ووصف المعارك في منبج بأنها “طاحنة” وأن تنظيم الدولة يقوم بتعزيز مواقعه باتجاه مركز المدينة بينما استولت المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدةالنصف الغربي منها تقريبا، وتقوم بالضغط على التنظيم من عدة جبهات.
معارك مختلفة
وأضاف غارفر أن القتال في منبج يختلف عما شهدوه في الفلوجة والرمادي وفي المدن العراقية الصغيرة مثل القيارة، وأن كثافته تعكس الأهمية الإستراتيجية لمنبج، خاصة في وجود المدنيين الذين “يدفع بهم تنظيم الدولة إلى خطوط القتال” ليستخدمهم أداة دعائية ليقول “إن غارات التحالف تستهدف المدنيين”.
وأوضح التقرير أن غارفر وصف المعلومات التي يدلي بها حول نتائج تلك الغارة بأنها أولية وأنها حدثت بعد أن لاحظت المعارضة السورية المسلحة على الأرض قافلة تضم عددا من مقاتلي تنظيم الدولة يستعدون لهجوم مضاد ضد مقاتلي الائتلاف العربي السوري المدعوم أميركيا بالمنطقة.
وقال كبير المتحدثين الرسميين باسم القيادة الأميركية أيضا إنهم لا يملكون صورة واضحة حول حصيلة القتلى المدنيين، مشيرا إلى أن مصادر داخلية قالت إن العدد يتراوح بين عشرة وعشرين، كما أشار إلى توقعات وصفها بالمبالغ فيها ذكرت أنهم 73 قتيلا.
وقالت الصحيفة إن منبج إحدى أهم المواقع بالحرب في سوريا، ونسبت إلى وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر وصفه لها بأنها محطة محورية إلى الرقة عاصمة تنظيم الدولة وممر له إلى العالم الخارجي عبرتركيا.