في الرابع عشر من شهر شباط/فبراير من كلّ عام، تبدأ معظم دول العالم الاحتفال بما يعرف بـ “عيد الحب” أو “عيد القديس فالنتاين”، وتحيي كل دولة من دول العالم ذلك اليوم على طريقتها، ويستغل الأشخاص ذلك اليوم للتعبير عن الحب والمشاعر للآخرين عبر تبادل الهدايا والحلويات.
تقول بعض الرّوايات عن عيد الحب أنّه سمي بناءً على اسم قديسين اعتبرهم المسيحيّون شهداء قتلوا في سبيل الديانة المسيحية عند بداية ظهورها حيث كانا يدعيان “فالنتاين”، وفي السّيرة الأصلية لا يوجد أيّ مجال للحديث عن الرومنسية التي باتت مرتبطة في ذكرى مقتلهما ويوماً للاحتفال في الحب.
بحسب كتاب “الأسطورة الذهبية” للكاتب والمؤرّخ “يعقوب دي فراغسي” فإن القديس الذي كان يحمل اسم فالنتاين تم اضطهاده وقتله من قبل الإمبراطور الروماني “كلوديس الثاني” بسبب اختلافهما حول المسيحية والوثنية، في حين يقول البروفيسور في جامعة كانساس الأمريكية “جاك بي أوريوتش” في دراسة حول الموضوع أنّه لا توجد صلة بين القديسين والحب الرّومنسي، وفي التقويم الأثيني القديم، كان يطلق على الفترة ما بين منتصف يناير ومنتصف فبراير اسم “شهر جامليون” نسبةً إلى الزواج المقدس الذي تم بين زوس وهيرا.
كيف تتعامل بعض الدول مع عيد الحب؟
تختلف الآراء وطرق التعامل مع عيد الحب في دول العالم بين مؤيّد ومعارض لها، وبين من يعتبره عيداً رسمياً يجب الاحتفال فيه وآخر يصدر الفتاوى في تحريمه، ففي السعودية كانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تمنع المحال التجارية من إبراز أيّ مظهر من مظاهر الاحتفاء بعيد الحب أو إقامة الحفلات في هذا العيد، بحسب قناة العربية، في حين تغيّر الحال وبدأت مظاهر الاحتفال تظهر واضحة فيها مؤخراً.
وفي مصر، أفتى عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية “عبد العظيم المطعني” بإباحة الاحتفال بعيد الحب قائلاً بأن تخصيص أيام للاحتفال بها من أجل توثيق العلاقات الاجتماعية بين الناس مباحة، ويجوز حضور الاحتفالات التي تقام من اجل ذلك بشرط أن لا يعتقد أنها من شعائر الدين، وبحسب موقع “إيلاف” يرى أهالي المغرب أنّ الاحتفال بعيد الحب أمر شخصي، وهو احتفال رمزي لا يتناقض مع قيم المجتمع، بل باتت مناسبة لتحريك السوق التجاري وحصد الأموال.
وفي بعض الدول العربية الأخرى مثل سوريا ولبنان، يحتفل الناس بعيد الحب بشكل اعتيادي ومن المشهور في ذلك العيد تبادل الهدايا مثل دمية الدب الشهيرة في عيد الحب والتي وصل سعرها مؤخراً في هذين البلدين إلى مئات الآلاف بعد الأزمات الاقتصادية التي يعيشانها.
أما في الهند وبحسب موقع “ويكيبيديا” فيحاول الهندوس منع الشعب الهندي من الاحتفال بعيد الحب، وفي كل عام تنشب صدامات عنيفة بين أعضاء الحزب اليميني وأصحاب المتاجر وذلك لمعارضة الحزب لعيد الحب واعتباره نوع من أنواع التلوّث الثقافي.
اختلاف في ثقافة الاحتفال بعيد الحب بين بعض الدول
لكل دولة من دول العالم تقاليدها الخاصة في ثقافة الاحتفال وطُرُقه في بعض الأعياد والمناسبات، ومنها عيد الحب، ومن الدول التي تحتفل بعيد الحب هي كوريا الجنوبية والتي تهدي النساء فيها للرجال الشوكولا ويرد لهم الرجال هدية أخرى من الحلويات غير الشوكولا.
ويشبه احتفال بريطانيا بعيد الحب الاحتفال بعيد الكريسماس حيث تجوب شخصية تسمى “جاك فالنتاين” شوارع بريطانيا كما يفعل بابا نويل ويقوم بتوزيع الحلوى والهدايا على الأطفال، أمّا في الدنمارك فيتبادل الأهالي الورد الأبيض في عيد الحب عوضاً عن الأحمر.
فيما يشتهر الاحتفال بعيد الحب في فرنسا، بقيام الفتيات بحرق صور الرجال الذين خضن معهم علاقات حبّ فاشلة أو صور الرجال الخائنين حسب وصفهنّ، في حين يعتبر سكان أمريكا الشمالية أنّ الذهب وحده ما يرمز للحب فيتبادلونه في عيد الحب، ويرون أنّ الدمى والشوكولا والورد طريقة مبتذلة للتعبير عن الحب.
بقلم: إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع