محمد طفل حالمٌ، ذو 9 سنوات من قرية بلشون من ريف إدلب الجنوبي يحلم ويمارس الحلم بطريقته!
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة!!
تهجّر محمد قبل عام من بلدته في أثناء الحملة العسكرية الشرسة التي قادتها قوات النظام وحليفتها الروسية والإيرانية على مناطق محافظة إدلب، نزح محمد وعائلتة إلى مخيم عيون عارة قرب مدينة جسر الشغور .
يحاول محمد أن يفرغ طاقاته، بعيون مثقلة بالهموم، ويديَن ترتجفان من البرد، يرسم بالطين حلمه على جدران خيمته التي غدت بيته الذي يرفض تقبله.
التقينا محمد في أثناء إعداد تقريرٍ مصورٍ عن المخيم بشكلٍ عام، لفت انتباهنا ذلك الطفل الصغير الذي يمسك الطين بيده وكأنه ألوان، منكبّاً على جدران الخيمة يرسم، ويطبع يده الصغيرة كتوقيع على ما رسم، فقد حرمته الهجرة تعلم الكتابة والقراءة .
اقتربت منه وسألته ماذا تفعل أجابني:
” يا عمي أنا برسم بيتي بالضيعة، نحن تركناه من زمان بس أنا ما نسيتو، وكل يوم برسمو بالطين على كل خيم المخيم مشان وين ما امشي شوفو قدامي ”
كم تختزل تلك الكلمات مشاعر مكبوتة، وكم تختصر تلك الحروف أحلاماً مسروقة، تلخص حال محمد بثلاث كلمات طين وسماء وخيمة.
لم يستطع محمد إكمال دراسته منذ أن تهجر، يقضي وقته بين جنبات المخيم، لديه أخوة وأخوات، كلهم يعملون ليعيلوا العائلة، لا وقت للتعليم ولا وقت لممارسة الطفولة.
هي عبث على الهامش، فالرسم على جدران خيمة ليس لعب أطفال كما يظن من يراها… إنها تنفيس عن كبت جيل بأكمله، ورسم للحلم المسروق بالوسائل المتاحة.
في نهاية لقائنا بمحمد قال وهو ينهي لوحتة الرائعة:
“انا بدي إرجع ع بيتنا بالضيعة لاني بالضيعة في مدرسة وفي رفقاتي وفي قبر جدي ”
بقلم ضياء عسود