هيثم شاب عشريني أجبره والداه على الزواج من قريبته، يروي هيثم (اسم مستعار) قائلاً : تزوجت لرغبة والداي بذلك، وكنت أقضي حياتي بين عملي ومنزلي، ومرَّ على زواجي 5 سنوات من المشاكل المستمرة، حتى بدأت أملُّ هذا الحال، وكرهت دخول المنزل، بدأت أذهب لصديق لي وأطيل السهر معه وأعود متأخراً كي ابتعد عن مشاكل مع زوجتي، رزقت بطفلين ولكني لم اهنأ بهم.
يتذكر هيثم بعيون محمرة دامعة ما فعله بنفسه في السنين الماضية، قائلاً: عندما نفذ صبري ذهبت أخبرت والداي بأنني سأقدم على أحد الأمرين أما الزواج مرة أخرى وأما الانفصال، لكنهما رفضا كلا الأمرين (عادات)، استمريت بالسهر وعدم العودة لوقت متأخر، إلى أن تعرفت على شاب عن طريق صديق لي وأصبحنا نسهر عنده كل يوم تقريباً بحضور زوجته.
وبعد مدة بدأت أرى منها نظرات إعجاب إلى أن أخذت رقم المحل الذي اعمل به متصلةً عليّ، تكلمني عن مشاكلها، وأنها تحبني و إلى آخره، لم أعرف أنها تعبث بي، وأقنعتني أن نتخلص منه ونتزوج، يسترسل هيثم والندم ملأ عينيه ” اتفقنا أنا وصديقي الذي عرفني عليهم على إتمام هذه الجريمة “.
وحلَّ مساء الليلة السوداء وكنت قد اتفقت مع زوجة المغدور أن تذهب لمكان ما ريثما نتمم الأمر، ذهبنا لمنزلها وسهرنا مع زوجها المغدور بعض الوقت وجعلناه يشرب من المشروب قدر المستطاع، إلى أن وصل مرحلة اللاوعي.
يكمل هيثم ودموع ندمه على وجنتيه، قمنا بلف الحبل على عنقه حتى تأكدنا أنه قد فارق الحياة ولففناه بإحدى البطانيات وخرجنا به متجهين نحو البساتين وقمنا بتعليقه على شجرة كي يتبين الأمر أنه انتحار، عدت إلى بيتي ولم أستطع النوم كانت من أطول الليالي، وحاولت التواصل مع زوجته، لكنها لم ترد على اتصالاتي.
وفي اليوم التالي خرجت متوجهاً لعملي كالعادة، وأثناء عملي حادثني صاحب العمل قائلاً ” لقد وجدوا جثة في أحد البساتين ويبحثون في الأمر، تخبطت بيني وبين نفسي محاولاً إخفاء خوفي ولكنه شك في الأمر وأبلغ الشرطة، وعندما قبض علي، ذكرت ما حدث وقد استطاعوا القبض على صديقي و زوجة المغدور ونال كل واحد منا حكمه.
يقول هيثم والغصات تخنقه أضعت 20 عاماً من عمري، لم أفرح بأولادي ولم أشاركهم طفولتهم ولم أكن أباً يفخرون به، ليلة واحدة كانت كفيلة بتدمير حياتي، وعندما خرجت إليهم خرجت كرجل غريب، و رغم ما مر على هذه الحادثة من سنين إلا أن الندم يقتلني يومياً.
بقلم : فاطمة براء