ثمانية سوريين بينهم نساء وأطفال؛ لقَوا حتفهم ليلة السبت البارد المنصرم، بينهم نساء بمقتبل العمر مع أطفالهم، وذلك على حدود تركيا ، ليهزّ الخبر الشارع السوري داخل البلد و خارجه .
يحاول العديد من السوريين _ نتيجة الظروف المهلكة في سوريا_ الدخول إلى تركيا عبر طرق التهريب، بعد إغلاق الحكومة التركية حدودها منذ عام 2015، و هذا بدوره يعرض السوريين لمخاطر الموت والسرقة، إما من الجندرمة التي تقول أنه من حقها حماية حدودها من تسلل التنظيمات الإرهابية، أو عن طريق السرقة والاحتيال من تجار البشر من المهربين .
أكثر من 1000 سوري بينهم نساء وأطفال لقَوا أنفسهم في مواجهة رصاص الجندرمة التي حذّرت من دخول تركيا بطرق غير شرعية مرارا وتكرارا، أو تمّ قتل وسرقة بعضهم من قبل المهربين الجشعين القتلة اليندر منهم الأمين الصادق، في حين يحلم السوريون بدخول تركيا البلد الآمن الذي يؤوي أكثر من 4 مليون سوري على أرضه، فارين من بطش وقصف نظام الأسد .
في كل فصل شتاء؛ تزداد معاناة السوريين في مخيمات الحدود مع تركيا خصوصا، حيث تتعرض سنويا مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال بالتحديد للعواصف المطرية والثلجية، وسط نقص حاد جدا في وسائل التدفئة، وإهمال كبير من المعنيين والقائمين على شؤون المخيمات من منظمات مدنية إنسانية، وعدم قدرة المكونات العسكرية والسياسية على تلبية الاحتياجات الضخمة للناس، التي تحتاج ربما لدعم دولة كاملة، هذا الأمر وغيره يدفع بالناس للمخاطرة بأرواحهم الناجية من قصف الأسد وشركائه، للعبور إلى تركيا بشكل غير شرعي آملين بحياة ومستقبل أفضل لعلهم ينامون ليلة دافئة مع كهرباء حتى الصباح .
أصبح البرد أحد القتلة والحاصد لأرواح السوريين، فمنذ شهور قليلة قالت منظمة اليونسيف، أنه توفي في مخيم الركبان على حدود الأردن 15 طفلا بسبب نقص التدفئة والمساعدات الطبية، وسط تخاذل واضح من الدول المجاورة للمخيم .
ذهب هذا الأمر ببعض السوريين للقول بأنها لعنة الثورة ضد الأسد!!!!، تخاذل عربي ودولي لإنقاذ هذا الشعب ، دور كبير يلعبه الأسد في شرعنته والمحافظة على رئاسته لسوريا من خلال اجتذاب أي حليف قوي يسهم في الدفاع عنه مقابل التنازل له عن النفط وبناء محميات عسكرية كما تفعل إيران وروسيا، و عجز السوريون عن تحقيق ما خرجوا لأجله، ربما دفع بعضهم لهذه الكلمات .
في لبنان وفي بلدة عنجر، كانت على موعد مع موت طفل سوري ، حيث تخلى المهرب عنهم وسط الجبل الوعر، أثناء محاولتهم العبور إلى لبنان، في ظروف مناخية قاسية، تمَّ إسعاف أخيه بسرعة قبل أن يطارده شبح الموت .
يحاول السوريون الخروج من هذا البركان الناري إلى أية جهة تقيهم منه، ليلاقيهم موت جديد، أحد عشر شخصا توفوا في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، بينهم سبعة أطفال خلال أسبوع، بسبب البرد الناتج عن عاصفة ثلجية عام 2015، وكانت الضحايا من البوكمال والميادين في ريف دير الزور، وطفلان توأمان لم يتجاوز عمرهم اليومين، في حي الفردوس في شمالي حلب وطفل من بيت سحم وريف درعا .
في بلادي … كل شيء صعب … إلا الموت ..سهل بشتى الأطياف و الألوان .
المركز الصحفي السوري _ محمد إسماعيل