آلاف المعلمين السوريين لحق بهم الضرر من قرار فصلهم من عملهم في المدارس التركية، وإيقافهم عن مزاولة مهنتهم، مما يجعل عائلاتهم مهددة بالجوع والفقر ويضعهم أمام خيارات صعبة وشاقة إما بالعودة إلى بلدهم سوريا، أو تفكير الغالبية منهم في الهجرة إلى دول أوربا، بحثاً عن مستقبل مضمون وحياة هانئة بعيداً عن التشرد والفاقة التي تهدد حياتهم.
قرار فصل المعلمين السوريين كان بمثابة الكارثة بالنسبة لهم، كما تقول المعلمة تقى المحمد ومظاهر القلق ظاهرة على وجهها وهي من ريف إدلب الجنوبي “رح ضل بلا شغل بعد قرار الفصل وهدا ظلم بحقنا نحنا كمعلمين سوريين” مؤكدة أن أضرار هذا القرار كبيرة أهمها أن معظم المعلمين يعتمدون على راتبهم كمصدر للدخل الوحيد، مع فقدان أملهم بإيجاد عمل مناسب يؤمن متطلبات عائلتهم.
“عندي ولاد بالجامعة وبالمدرسة كيف بدي أحسن أمنلون مصروفون بعد ماانفصلت من عملي” يتحدث المعلم مالك نعسان بغصة وحيرة، وهو من ريف حماة الغربي، مشيراً إلى حجم المأساة والمعاناة التي سيعانيها في ظل هذا القرار المجحف بحقه، حيث أن أسر المعلمين ستبقى بلا معيل والكثير من الطلبة سيضطرون إلى التخلي عن مدارسهم وجامعاتهم واتجاههم إلى العمل، لعدم قدرة الأهل على تأمين احتياجاتهم ومستلزماتهم الدراسية.
مشكلة فصل المعلمين السوريين شكلت صدمة كبرى لديهم، لأن الأجر الذي يتقاضاه المعلم كفيل بتغطية أجور المنازل ولرسوم الفواتير وحاجيات العائلة، لاسيما ارتفاعها في الآونة الأخيرة، مما يزيد من هول الصدمة وحجم المعاناة لدى المعلمين، في ظل قرار الفصل وإيقاف رواتبهم الشهرية.
وعن هذا قال المعلم محمد العلي مبيناً نتائج هذا القرار المؤلم الذي أتعبه وأثقل كاهله “راتبي بغطي أجار البيت وفواتير الكهربا والمي وهلق قرار الفصل مصيبة خصوصا انو مابحسن بشتغل شغل تاني لأني مريض قلب”.
استمرارية المعلمين السوريين في العمل ضمن عقود جديدة أو التوقف عن العمل بشكل نهائي هو أمر لايزال ضبابياً ومعقوداً بآمال تجديد عقودهم للاستمرار بعملهم والعودة إلى وظائفهم في المدارس التركية .
قصة خبرية/ خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع