أبو محمد رجل سبعيني، مُهجر من البوكمال إلى مدينة إدلب، قرر أن يُسخر موهبته لتصبح مصدر رزق له ولمن بقي حي من عائلته…
نزح أبو محمد قبل عدة أعوام من مدينة البوكمال، بعد قصفها بشكل عنيف أيام سيطرة تنظيم الدولة عليها.
كان قد فقد ولدين له بعد أن قتَلهُما تنظيم الدولة، فما كان أمام الرجل العجوز إلا اختيار الرحيل، حين وصل إلى مدينة إدلب بحث كثيراً عن عمل لكنه لم يُفلح؛ والسبب كِبر سنه وعدم قبول أحد بتشغيله، فكان أن خرج بفكرة صناعة التحف والمنحوتات من الأخشاب.
يقول أبو محمد وهو يعمل على أحد منحوتاته:
“أنا أعشق الرسم منذ صغري ولكني لم أفكر يوماً أن أحول موهبتي وحبي للرسم إلى مصدر لكسب قوتي اليومي، لكن بعد أن أتيت إلى إدلب وبعد رفض الكثيرين لعملي بسبب سني قررت أن أبدأ بتسخير موهبتي إلى عمل فبدأت بالنحت على الخشب”.
دائما ما يقول أبو محمد أن لديه طاقة داخلية دفينة وتحتاج إلى الإظهار، فحجم الألم داخله كثير وكبير
كأن لسان حاله يقول
“من رحم الألم يولد الأمل”
بعد عمله بفترة قصيرة بدأت الأمور تتحسن بالنسبة لأبو محمد، وبدأ ببيع منحوتاته، وتوزيع أعماله على المتاجر التي تبيع هكذا أشغال وتحف للناس يتابع الرجل العجوز حديثه ويقول: “بفضل من الله تمكنت من النجاح والصمود وأصبح لدي زبائن ومتاجر تشتري مني ما أصنع ولكن رغم ذلك ينقصني الكثير من المدد والدعم لكي أستطيع التوسع في عملي أو تعليمه للأخرين”.
أبو محمد مثال للرجل المكافح الذي لم يستسلم للواقع الذي فُرض عليه، وقرر التحدي والمثابرة دون أن يقبل أن يكون عمره الكبير حائل دونه ودون عمله وطموحة.
بقلم ضياء عسود
المركز الصحفي السوري