الأيام السوداء بالنسبة للسوريين في المخيمات في الشمال السوري هي أيام المطر و العواصف المطرية، ربما لسخرية الأقدار أن يقترن الخير و المطر بالكوارث و الحزن لدى سكان الخيام المتهالكة.
اليوم و منذ ساعات الصباح الأولى، دخل المنخفض الجوي الماطر أجواء الشمال السوري حيث أن معدل الأمطار بلغ حتى ساعة كتابة هذا التقرير حوالي ٦ ملم و هي نسبة مرتفعة، وقد صاحبت الأمطار كميات من البَرد مع ازدياد ملحوظ في معدلات الرياح، كل هذا يعتبر بداية أزمة بالنسبة لسكان المخيمات في الشمال السوري محمد خاورف و هو أحد سكان الخيام في منطقة قاح في أقصى شمال إدلب على الحدود السورية التركية يقول ” نحن نتابع نشرات الطقس في الشتاء أكثر من أي شيء آخر فقط لكي نتعرف على الحال الذي سيؤول له مخيمنا بعد حدوث المطر أو الثلج “.
و عندما سألنا محمد عن الحلول أو أي دعم قد يقدم لتخفيف المعاناة قال ” نحن على هذه الحال منذ سبع سنوات و لا يوجد حلول فمن يأتي يقدم لنا أشياء لا تعطينا حل دائم ونحن نعود كل عام لترميم الخيم وتدعيمها و وضع العوازل لها هذه العوازل التي قد لا يحصل عليها الجميع .
كما قال محمد الموضوع أصبح روتيني و ممل و يتكرر كل عام، و لربما هناك أسباب قد يكون من ضمنها بنسبة المخيمات و أقامتها في أماكن طينية لا تصلح لمقاومة العواصف، فعندما بنيت هذه المخيمات كانت الأولوية للأمان ولبعدها عن القصف وليس لمقاومتها للكوارث، و كذلك يلعب موضوع التكدس و الزحام دور مهم في هذا الموضوع، فكمية البشر المتكدسين في ذات المكان تمنع أي جهة من شق طرق أو قنوات لتصريف المياة.
أما الحل فهو بالتأكيد نقل سكان المخيمات إلى بيوت جاهزة و إسمنتية ولو كان ذلك بالتدريج ولكن الموضوع صعب جداً و يحتاج لسنوات طويلة و مليارات من الدولارات و عزم دول و منظمات، فلا أفق قريب لحل مشكلة غرق المخيمات وكوارث الشتاء.
بقلم : ضياء عسود