د. محمد مرعي
فتحت ثورة الشعب السوري الباب أمام كل طامح بالنجومية السياسية لتشكيل حزب أو تنظيم سياسي أوعسكري/ سياسي ،وكان السباقون رجال الأعمال الفاسدين ومسؤولو السلطة السابقين السارقين والمهربين وتجار الدم والأزمات وبعض المتعلمين من أصحاب الطموح الفردي بالظهور ، حتى أصبح عدد الأحزاب والتنظيمات المسماة ثورية سياسية 60 تنظيما عربيا وكرديا و250 تنظيما عسكريا / سياسيا أي 300 منظمة وكلها تعمل بشكل انفرادي وتهدف لاستلام السلطة لذاتها لتوزع غنائم المسؤوليات على أعضائها ، وتلك الأحزاب والتنظيمات أسروية لا يتعدى عدد منتسبيها الفعليين عشرات الأعضاء يملؤون باصا للأفراح والأتراح حين اللزوم . مقابل سلطة حاكمة منتدبة من الخارج متماسكة بتسلسل قيادي واحد ، مع 40 تنظيما عسكريا شيعيا مجوسيا ومرتزقة أخرى و50 حزبا وتنظيما سياسيا تشبيحيا يعمل معها بانسجام ضد الثورة السورية وفق مبدأ التعاضد الميكانيكي الطائفي والارتزاقي كما شرحه عالم الاجتماع الفرنسي اميل دوركهايم .
وأتفاجأ كل يوم بالدعوة لتنظيم جديد ودعوتي للانتساب إليه من شخصيات لا سابق لها لا العمل السياسي ولا الإداري التنظيمي ليقود ذللك التنظيم الثورة السورية بمفرده ، بخلاف كل الثورات الشعبية عبر التاريخ التي عملت جميعا في ظل تنظيم قيادي واحد ونجحت بفضل وحدة الأمر والتحكم والسيطرة،وذكرني ذلك بمقولة شهيرة للفيلسوف بيترونيوس الإغريقي: ( كنا نبذل جهودا كبيرة من أجل تنظيمنا لكن كلما أوشكنا الوصول إلى التنظيم والعمل السليم كان يطلب منا إعادة التنظيم من جديد ) . لقد انفلت الطامحون للظهور كسياسيين من عقالهم وأضحى كل شخص يرغب بالعمل الثوري لوحده مع لفيف أفراد يدور حوله . أقول بكل جلاء : ستكون أفعالكم ونواياكم سببا بتعثر نجاح الثورة السورية وعرقلة لمسيرتها الظافرة ، توحدوا وشكلوا تنظيما واحدا فعالا (مع إبعاد كل الفاسدين من الائتلاف وملحقاته وهيئة التنسيق المنافقة ومجلس قيادة الثورة الكرتوني وأشباهها ) ، وحينها سترون كل أحرار سوريا وشرفائها معكم ويعملون بظل ذلك التنظيم الثوري الوطني الصادق .