يحتاج الأطفال دائما إلى المراقبة والاهتمام وبخاصة في السنوات الأولى من العمر لأن هذه السنوت تعتبر بداية لكشف الكثير من الخاصيات التي يمتاز بها الطفل إيجابية كانت أم سلبية,
فالكثير منا لا ينتبه إلا بعد مرور وقت طويل إلى أن طفله يعاني من الأمراض التي لايمكن الكشف عنها بسهولة, من هذه الأمراض (التوحد) الذي نود تسليط الضوء عليه لصعوبة اكتشافه من قبل الأهل مباشرة.
بداية علينا أن نعرف ماهو التوحد
التوحد: هوعبارة عن اضطراب في النمو العصبي تظهر أعراضه في الغالب عند الأطفال قبل سن الثالثة من العمر هذا الاضطراب يؤثر على نشأة الطفل ويؤدي إلى انعدام التواصل والتفاعل الاجتماعي حيث يكون لديه ضعف في اللغة ونطق الكلمات وضعف في المهارات الاجتماعية والتعامل أو التفاعل مع الآخرين وتباين في السلوك والمواقف,
هناك أعراض تظهر على الطفل المصاب بمرض التوحد بالإضافة إلى بعض السلوكيات المختلفة التي تتفاوت حدتها من شخص لآخر إلا أن هناك أعراض مشتركة عند جميع المصابين بهذا المرض (التوحد) أولا : غالبا يرغب الطفل البقاء وحيدا.
ثانيا:عدم استجابة الطفل إلى أي صوت أو نداء.
ثالثا:عدم الاهتمام باللعب مع الآخرين أو إجراء أي تجارب معهم.
رابعا: عدم قدرة الطفل على تفهم عواطفه أو عواطف الآخرين.
أيضا هناك أعراض تخص مهاراته اللغوية:
1- يبدأ الكلام في سن متأخرة مقارنة بالأطفال الأخرين.
2- يتحدث بصوت غريب قد يكرر كلمات أو عبارات لكنه لايعرف مواضع استعمالها.
أما بالنسبة للسلوكيات:
1-قد يقوم بحركات متكررة مثل الاهتزاز أو الدوران حول محور وهمي. 2-التلويح باليدين.
3-يفقد سكينته لدى حصول أي تغيير حتى التغيير البسيط.
4-قد تظهر على الطفل سلوكيات عدائية شديدة أو سلوكيات مؤذية للنفس مثل خدش الجلد وضرب الرأس في الحائط.
5-دائم الحركة.
6-شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه للضوء أو اللمس لكنه غالبا يكون قليل الاحساس بالألم وأحيانا منعدم.
٧-يرتبط بالأعمال الروتينية المعتادة وأي تغيير طفيف في الروتين يؤدي إلى إثارة غضبه.
“أسباب مرض التوحد”
ليس هناك سببا مؤكدا بشكل قاطع لحدوث مرض التوحد ولكن هناك استعدادا جينيا للإصابة ويرجح بعض العلماء بأنه قد يكون هناك اختلال لبعض الكيميائيات في المخ حيث أنه عند تحليل الصور الإشعاعية المغناطيسية للمخ تبين وجود اختلاف في تركيب خلايا المخ لدى أطفال التوحد وتعد السبب المباشر للحركات اللاإرادية لجسم التوحدي.
كما أوضح علماء آخرون؛ بأن التوحد ربما يكون بسبب خلل عضوي مجهول مؤثر على الجهاز العصبي المركزي ما يؤدي إلى خلل في الوظائف النفسية والاجتماعية.
ويرجح فريق آخر بأن هناك أسبابا بيئية ربما تكون السبب وراء إصابة الأطفال بالتوحد وعلى الرغم من ظهور أعراض التوحد في عمر السنة على الأقل فلا يجري التشخيص عادة إلا بعد بلوغ الطفل العاميين أو الثلاثة حيث يكون التأخر في النطق واضحا أكثر ويفضل تشخيص الطفل مبكرا لأن التدخل المبكر أي قبل بلوغ طفلك العامين ونصف أو الثلاثة يساعد على تحسن الطفل وحدوث تغيير واضح فيه.
“علاج مرض التوحد”
للأسف لايوجد علاج محدد أو نموذجي لمرضى التوحد إلا أن البرامج التعليمية المخصصة حسب حاجات الفرد التي تعتمد على مستوى نموه أو أدائه قد تكون مفيدة للغاية وتقلل من حدة الأعراض وتعالج السلوكيات ومهارات التواصل أيضا هناك برامج تعلم الطفل كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية أو كيفية التواصل مع الآخرين بشكل أفضل.
العلاج بالأدوية قد يحسن بعض سلوكيات معينة مثل النشاط المفرط. وبعض الأطفال يجب إلحاقهم بالعلاج النفسي من خلال حصص خاصة حيث اكتشف بعض العلماء أن العلاج باللعب وسيلة جيدة وذلك كمحاولة لمساعدتهم على تكوين مشاعر خاصة بالذات وهذا يأتي من العلاقة الدافئة مع المعالج والأهل ورأى فريق آخر أن العلاج عن طريق اللعب وسيلة لعلاج كثير من الاضطرابات الانفعالية.
أخيرا ومن الضروري أن يتم تشخيص الطفل المصاب بمرض التوحد في المراحل المبكرة من طفولته لأن الطفل الذي يحصل على معالجة السلوكيات ومهارات التواصل المخصصة بإمكانه التعلم والتعامل مع هذا الاضطراب ويظهر تحسنا كبيرا.