بدأت طائرات إطفاء أجنبية عملها الجمعة لمساعدة إسرائيل في اخماد الحرائق التي اندلعت في اماكن مختلفة من الأراضي المحتلة وأدت إلى إجلاء عشرات الالاف من السكان، ورفع وتيرة الشكوك والتوتر بين يهود إسرائيل والمجتمع العربي فيها.
وتواجه إسرائيل منذ أربعة أيام سلسلة حرائق، ساعد على انتشارها الجفاف وعدم سقوط الامطار وسرعة الرياح. وتعمل الطائرات التي وصلت إلى إسرائيل على رش المياه وبودرة خاصة لاخماد الحرائق.
وتقوم 20 طائرة معظمها من دول أجنبية باخماد نيران نشبت في بلدة معاليه حميشا شمال غربي مدينة القدس على الطريق بين القدس وتل ابيب، حسب ما قال الناطق باسم أجهزة الاطفاء الإسرائيلية كايد ضاهر.
وتابع ضاهر “ان النيران اتسعت لتمتد إلى بلدة نتاف، ويشارك 20 طاقما من رجال الاطفاء بعملية اخماد الحرائق من ضمنهم أربعة رجال إطفاء فلسطينيين، كما يجري حاليا اخلاء السكان من بلدة نتاف”.
واضاف “شب الحريق بعد ان القيت زجاجة حارقة من من قرية قطنة في الضفة الغربية المجاورة على احراش معاليه حميشا”.
وقال ايمانويل ناحشون من وزارة الخارجية الاسرائيلية إن 11 طائرة أجنبية تشارك في عمليات اخماد الحرائق، وصلت من قبرص وروسيا واليونان وتركيا وكرواتيا وايطاليا.
ويشارك الدفاع المدني الفلسطيني في اخماد الحرائق المستمرة في الأراضي المحتلة عبر ثمانية طواقم رغم انشغاله باخماد عشرات الحرائق في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني نائل العزة لوكالة فرانس برس “نشارك من ليلة امس الخميس بثمانية طواقم من الدفاع المدني، تتضمن 41 رجل اطفاء مجهزين بثماني مركبات اطفاء”.
وفي مدينة حيفا، قضى آلاف الأشخاص ليلتهم في ملاجئ مؤقتة بعد إخلاء عشرات الآلاف من السكان من المدينة التي يقيم فيها يهود وعرب.
وأوضح كايد ضاهر انه “تمت السيطرة الكاملة على حرائق حيفا باستثناء بعض النقاط، وقدمت الطائرات مساعدة كبيرة”.
واضاف “دمرت عشرات المنازل بشكل كامل جراء الحريق في حيفا، ولا يزال 25 مواطنا قيد العلاج في المستشفيات جراء استنشاق الدخان من اصل مئة شخص” تلقوا العلاج.
ويبلغ عدد سكان حيفا نحو 250 ألف نسمة.
واكد الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد الجمعة أن الوضع “تحت السيطرة ولكن الامور قد تتغير”.
ورأى مراسل لفرانس برس اعدادا ملحوظة من رجال الشرطة والاطفاء والاسعاف منتشرين في احياء حيفا التي تأثرت بفعل الحرائق.
وتم إخلاء احياء سكنية بالكامل في هذه المدينة الساحلية بالاضافة الى المدارس والجامعة والسجون.
كما تعمل فرق الاطفاء على اخماد حرائق عدة في شمال إسرائيل ومناطق اخرى.
– تعبئة دولية
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ايمانويل نحشون لوكالة فرانس برس ان “قسما من الطائرات الاجنبية بدأ العمل صباح اليوم ونحن ممتنون كثيرا للمجتمع الدولي” مضيفا “ان التعبئة الاجنبية لمواجهة هذه الازمة اثبتت باننا نستطيع ان نعول على مساعدة العديد من الأصدقاء”.
وتشتبه السلطات الاسرائيلية بان الكثير من الحرائق التي اندلعت مؤخرا تأتي بسبب دوافع جنائية او قومية.
واكدت الشرطة انها “شكلت طاقما خاصا للتحقيق بشبهات اضرام النارعمدا في شتى انحاء البلاد التي ادت الى موجة الحرائق”.
واضافت انها “تحقق مع 12 شخصا بشبهات تتراوح ما بين اضرام النيران والحرائق والتحريض على اضرام النيران”.
لكن هذه الحرائق غذت واحيت شكوكا بين بعض السكان اليهود الاسرائيليين من جهة والمجتمع العربي داخل اسرائيل من جهة ثانية، خصوصا بعد تداول اتهامات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقدر عدد عرب اسرائيل بمليون و400 الف نسمة يتحدرون من 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948.
وهم يشكلون 17,5% من السكان ويعانون من التمييز خصوصا في مجالي الوظائف والاسكان.
واعتبر بعض العرب عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ان الحرائق جاءت نتيجة مشروع قانون اسرائيلي بمنع الاذان، بينما كتب بعض المستوطنين ان الحرائق جاءت نتيجة قرار قضائي باخلاء مستوطنة عمونة المقامة على اراض فلسطينية خاصة.
كما اتهم فلسطينيون عبر صفحات التواصل الاجتماعي المستوطنين باضرام الحرائق التي نشبت في الضفة الغربية، خاصة مجموعات “تدفيع الثمن” اليمينية.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر الخميس من ان “كل حريق متعمد او اي تحريض على الحرق هو ارهاب وسيتم التعامل معه كعمل ارهابي، ويعاقب الفاعل على ذلك كارهابي”.
من جهته قال زعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف، وزير التعليم نفتالي بينيت المؤيد للاستيطان “من غير الممكن ان يكون مشعلو الحرائق من اليهود”.
ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت صورة صفحة على شبكات التواصل الاجتماعي باسم “ائتلاف شباب الانتفاضة -فلسطين”، جاء فيها “بسواعد وهمة شباب ائتلاف الانتفاضة نعلن ان شباب الائتلاف في الضفة الغربية هم من قاموا باشعال النيران في اراضينا المحتلة (…) ساعدوا النار بالوقود، واحرقوا الاحراش”.
ولم يتم التأكد من وجود هذه الصفحة بالفعل.
وندد نواب عرب في البرلمان الإسرائيلي بالاتهامات الموجهة إلى العرب، مؤكدين أن السكان العرب في إسرائيل تأثروا كغيرهم بسبب الحرائق.
ودعا زعيم المعارضة اسحق هرتزوغ الذي يترأس حزب العمل الاسرائيلي إلى ضبط النفس.
من جهة اخرى قال عمر كيال مفتش المساجد في قسم الطوائف بوزارة الداخلية الاسرائيلية إن “لفيف الأئمة في شتى انحاء البلاد سيقومون بتخصيص خطبتهم خلال صلاة الجمعة لمخاطر الحرائق والنار بشكل عام والحث على المحافظة على الطبيعة بكل ما تحتويه”.
ولم يسلم نتنياهو من الانتقاد من قبل الإسرائيليين الذين رسموا صورا كاريكاتورية له يحمل احدى الغواصات التي اشتراها من المانيا ويرفعها لإطفاء الحرائق.
بينما تداول فلسطينيون رسما كاريكاتوريا يصور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقد ارتدى ملابس الاطفاء الفلسطيني أمام مركبة بانتظار السماح له بدخول إسرائيل.
القدس العربي