أثار قرار وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون زيارة إسطنبول بعد هامبورغ وكييف جدلًا كبيرًا في أوساط إدارة بلاده. يقول مصدر متابع عن كثب للتوازنات في البيت الأبيض إن الأخير طلب من تيلرسون عدم زيارة تركيا حاليًّا لأن التوقيت خاطئ، إلا أن وزير الخارجية أصر على موقفه ولم يلغِ الزيارة.
المصدر نفسه أفاد أن كبير استراتيجيي البيت الأبيض ستيف بانون ومستشار الرئيس سيباستيان غوركا اعترضا على إدراج تركيا في جولة تيلرسون.
وأضاف المصدر أن بانون وغوركا يتزعمان الجبهة الإسلاموفوبية في الإدارة الأمريكية ولا يحبان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأوضح أنهما يعتقدان أن توقيت الزيارة لا يتناسب مع ما تسعى الولايات المتحدة للقيام به في المنطقة، وأنهما يريدان تأجيل التواصل مع تركيا إلى وقت لاحق.
تيلرسون على خلاف مع جاريد كوشنر صهر الرئيس، ومنزعج من الإدارة لاعتزمها تحجيم وزارة الخارجية. وتسرب إلى وسائل الإعلام نبأ مشادة تيلرسون، خلال اجتماع يوم الجمعة الأخير من يونيو، مع المدير الإداري في البيت الأبيض جوني ستيفانو، وصراخه عليه أمام كوشنر.
وتشير المصادر في واشنطن أن هذه المشادة تظهر مدى انعزال تيلرسون في الإدارة، وهو ما يقلل من دور وفعالية الوزير.
تيلرسون خالف الإدارة أيضًا في الأزمة القطرية، ودعا إلى حلها بشكل سلس عبر القنوات الدبلوماسية، بينما حاول ترامب تصعيد الأزمة بالإدلاء بتصريحات معاكسة تمامًا.
تقول مصادر واشنطن إن تأثير بانون- غوركا على ترامب تزايد بشكل أكبر في الفترة الحالية، وإن كلمتهما نافذة داخل الإدارة.
وتشير المصادر نفسها إلى أن بصمة الاثنين كانت واضحة في خطاب ترامب خلال زيارته بولونيا، وأن بانون شخصيًّا تابع صياغة الخطاب.
سيتناول تيلرسون خلال زيارته تركيا، التي اتخذ قرارها بنفسه، قضيتين رئيسيتين، الأولى أزمة القطرية، والأخرى مواقف تركيا ما بعد عملية الرقة، بحسب المصادر التي تقول إن وزير الخارجية لا يريد ترك القرارات المتعلقة بتركيا للإدارة.
ولهذا، تضيف المصادر، “من الخطأ توقع أن تسفر الزيارة عن نتائج حاسمة”.
وفي هذه الأثناء، تناقش الإدارة الأمريكية مرحلة ما بعد الرقة مع الأكراد من جهة، وتعد خطة شاملة من أجل “وقف القتال” في سوريا من جهة أخرى، ولهذا يعتقد البيت الأبيض أن توقيت تيلرسون تركيا خاطئ في الوقت الحالي.
ترك برس