تراكمت أحداث قصة مقتل الطفلة جوى استنبولي وزادتها غموضا وجدلا بعد إخفاء معلومات عنها وانتشار أنباء عن مقتل قاتلها بمشفى، حيث التزمت وزارة الداخلية في حكومة النظام التعقيب عليه للآن، وقد سربت صور جديدة للضحية في تشييعها وضعت تساؤلاتٍ عدة لم يقدم لها أجوبة تقنع المتابعين للجريمة المدوية الحاصلة.
التكتم عن حلق شعر الطفلة
رصد المركز الصحفي منشورا لصفحة “جيفارا طرطوس2” التي تعنى بنشر الفساد لدى النظام السوري، فيه صور خاصة للطفلة جنى خلال دفنها في المقبرة بفستانها الذي صورت فيه وهي مقتولة، ووجدت حليقة الرأس، واتهمت الصفحة الأمن التابع للنظام بالتكتم عن حلق شعرها، وتجاهل المتهم بقتلها للقصة رغم أنه تحدث عن أدق تفاصيل خطفها واغتصابها.
ونشرت الصفحة شكوكا فيها بأن الذي اتهم باختطاف الطفلة واغتصابها وقتلها ادعت وزارة الداخلية أنه مريض نفسيا، فكيف حلق شعر الطفلة وهو مضطرب نفسيا ومهمل لشعره ولحيته، ولم يأت على ذكر حلق شعرها خلال تقديم الاعترافات الذي نقلته وكالة أنباء النظام سانا وغيرها من وسائل الإعلام المحلية، رغم أنه قد تكلم عن تفاصيل دقيقة لخطفه واغتصابه الطفلة؟ وقالت الصفحة أن الأهالي بحثوا عن الطفلة منذ الساعة 6 في حين ذكر المتهم أنه خطفها واغتصبها الساعة 8 !!!
“ما الهدف من حلق شعر الطفلة إلا حرق قلب أمها ووالدها لإيصال رسالة معينة ؟ ولماذا أخفى جهابذة الأمن الجنائي في حمص هذه الصور؟” ، تساءل المصدر ذاته! وتوعدت الصفحة من وصفته بالشيطان الأخرس ” زاهر حجو” الذي ستفرد له موضوعا مستقلا وتفاجئه بما لا يتوقعه، الصفحة كانت قد حذرت منذ نحو 20 يوما من استغلال دكاترة جامعيين في جامعة البعث في حمص للطالبات جنسيا وتهديدهن، ثم انتشر أول أمس فديو مسرب لفضيحة مدوية لأحد الدكاترة في كلية الآداب في الجامعة وهو يمارس أفعال حميمية مخلة بالآداب ولاقت تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي.
الطب الشرعي يتخبط بتصريحاته وتكتم عن أنباء وفاة المتهم
قدم رئيس مركز الطب الشرعي في حمص الدكتور جورج صليبي استقالته على إثر أخطاء واردة في التقرير الشرعي الأول بخصوص جريمة القتل خاصة بما يتعلق بسبب الوفاة، هكذا علق مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو، الذي توعدته صفحة جيفارا طرطوس2 بمفاجآت جديدة ووصفته أنه يتكتم عن معلومات خاصة.
وقال حجو أن التقرير تشوبه أخطاء كبيرة وتم التأكد أن سبب الوفاة هو صدمة ألمية مترافقة مع نزف ونقص للأوكسجين بسبب الضغط على العنق والصدر.
لم تعقب للآن وزارة داخلية النظام على نبأ وفاة المتهم بقتل الطفلة بعد نشر صفحات محلية ونشطاء مقربون من النظام السوري أن المتهم نقل لمشفى ابن النفيس في دمشق لإجراء عمل جراحي أدى لوفاته بالخطأ! وشكك مراقبون للموضوع بأن المتهم قد تمت تصفيته لدفن حقيقة الجريمة معه.
هل قتل الطفلة كان انتقاما من الأب العامل في الفرقة الرابعة؟
كتب الباحث السوري حسام جزماتي أمس مقالا نشره على صفحته الشخصية فيسبوك، أن فجوة هائلة من قلة الثقة في كل ما يصدر عن أجهزة حكومة النظام باتت موجودة لدى سكان المناطق التي يسيطر عليها النظام وتسببت بعدم قناعتهم وتصديقهم أن جريمة بهذا الحجم قد تصدر عن الشخص المتهم الذي ظهر أنه مختل نفسيا، وأشار الجزماتي إلى أن التناقضات الموجودة في التقرير الطبي والتراجعات عنه افترضت لدى الأهالي وجود جهات عليا مرتبطة بعمل مفترض للأب الفقير في ترويج المخدرات لصالح أطراف نافذة، حيث أن الأب ظهر في صور سابقة يرتدي بزة عسكرية وهو يعمل في الفرقة الرابعة التي تنشط في تجارة المخدرات، ورصد المركز الصحفي على صفحات عدة تنشط في مناطق يسيطر عليها النظام تعليقات للأهالي تظهر تشكيكهم بروايات النظام حول القضية وخوفهم من الخوض بالأمر واتهامات مبطنة لأجهزة النظام بالوقوف وراء الأمر.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/603403098034883
أثارت حادثة الطفلة جوى تفاعلا واسعا وجدلا كبيرا حول حقيقة الجريمة كما طرحت تساؤلات بحثية عن موضوع التعاطف الحاصل حول مقتل طفلة بطريقة مؤلمة، تزامنا من السكوت وعدم التضامن المشابه مع ذكرى ضحايا مجزرة الكيماوي التاسعة في الغوطتين والتي راح ضحيتها 1400 معظمهم من الأطفال، ارتكبتها قوات النظام السوري عام 2013.
تقرير خبري/محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع