” أم خالد ” امرأة سورية بعمر الثلاثين، أم لخمسة أولاد، استشهد زوجها، أثناء خروجهم من الغوطة الشرقية، تاركاً أم خالد وحدها حاملةً هم تربيةِ الأبناء ودرايتهم، لم تكن تعلم أم خالد أن همومها ستصل إلى هذا القدر، بعد زفافها وهي في عمر الزهور، حيث زفت عروساً وهي ابنة السابعة عشر وتنجب طفلها الأول خالد بسن الثامنة عشر.
تتحدث وتبكي بحرقةٍ عن معاناتها وعذابها في رحلةِ لجوء نحو ريف حلب الشمالي،
” لم يكن الأمر سهلاً، ستونَ موتاً كنت أعاني في الدقيقة، الأطفال يكبرون، وهمومهم ومصاريفهم تكبر معهم.
كيف استطعت تأمين تلك المصاريف والقدرة عليها ؟ ” لم يكن لديّ خيارٌ إلا العمل والنهوض لأجل سعادة ابنائي ومداراة مطالبهم، قررت العمل، وبعد تفكير وجهد استطعت إنشاء عمل خاص بي، وهو “حانوتٌ صغير” أبيع به بعض حاجيات البقالةِ والخضروات، علني استطيع الاستمرار في هذه الحياة “.
أم خالد واجهةٌ ومرآة للمرأةِ السورية المقاومةِ والقوية العاملة، حالها لم يكن استثنائياً أو فردياً، عشراتُ آلاف النساء ممن فقدن أزواجهن وترملن بفعل آلةِ الحرب تلك، بقين وحيداتٍ يصارعن ويكابدن مرارة الحياة، واستطعن الصمود وإثبات الذات، بأن المرأة قادرةٌ وتستطيع المقاومة والعمل.
بقلم : ريم مصطفى