أثبت النظام السوري عبر عدة أعوام من قيام الثورة السورية أنه النظام الأفجر بالعالم على مر التاريخ
من زنزانات القهر والموت البطيئ إلى الشوط الإضافي من مباراة الصراع على الحياة بين المعتقل المظلوم والنظام البربري حتى جاءت أجمل لحظة وماهي إلا بالجمال الخيالي الإفتراضي وأمالٍ مليئة باليأس تم رسمها على قلوب اليتامى والأمهات اللواتي فقدن أبناءهن منذ زمن في معتقلات النظام وأفرعه الأمنية ومن شرود الأباء وأسئلتهم المكتومة التي طرحوها على عقلهم الباطن هل يعود ولدي أم جففت عظامه بلاطات السجون المعتمة وسياط السجان القاهرة للقلوبٌ تعتصر دماً على الشهداء الأحياء اللذين رسموا أنفسهم كيف ينامون ويشربون ويقتاتون داخل حجرات الموت بلوحةٍ هزت عروش الإنسانية .
طالت الأيام ومرت السنين لتأتي صفقة أبرمها النظام المجرم مع القوى الثورية في إدلب تقضي بإطلاق سراح 1500 معتقل مقابل تسليم أبناء كفرية والفوعة للنظام وهنا بدأت المسرحية الهزلية التي كان بطلها ودائماً هو البطل المتألق النظام وأعوانه من ميلشياته الإيرانية يقابلها حسن النوايا وصدق الميثاق من القوى الثورية في إدلب لينفجر الخبر الصاعق الذي دوّى صداه كل أرجاء المنطقة المحررة وكان صدمة من آلاف الصدمات التي تعرض لها الشارع الثوري وأهالي المعتقلين في إدلب عندما عمد النظام المجرم على تزييف بنود الصفقة والإتفاق بجلب عدد من اللذين يقيمون في أماكن النظام ممن يدرسون هناك من الطلبة وبعض الناس الموالية له وممن لديهم أعمال ولازالت أرجلهم مرتبطة هناك وليس لهم أي علاقة بسجون واعتقال بعض المعتقلين حديثي العهد ليقوم النظام باعتبارهم معتقلين وجلبهم إلى معبر العيس على مبدأ التعامل الرقمي دون النظر إلى كرامة الإنسان وحقه بالعيش ورؤية شمس بلاده من جديد ضاربين بعرض الحائط العهود والمواثيق الدولية وإبرام الصفقات وعدم احترام بنود الصفقة التي تم الإتفاق عليها ليسلموهم للثوار ويبقى الأسير يئن داخل قضبان القيد ليمر ابن كفرية والفوعة فوق جثمانه الحي عابراً الطريق إلى روما التي أحرقها نيرون ولازال جاثماً على أطلالها ليدمر كل شيئ ينطق بالحياة ..
بات معلوماٌ عند الجميع بأن النظام اعتاد في صفقات التبادل السابقة والحالية على خرق بنود صفقات التبادل وذلك بالحرص على إطلاق سراح أسماء معينة وقليلة جداً من المعتقلين الفعليين ممن لهم تأثير وشهرة في الشارع الثوري مثل رشا شربجي والنحاس في صفقة تبادل نساء إشتبرق البالغ عددهن آنذاك 52 إمرأة مقابل اسمين من المعتقلات وباقي النساء من مناطق النظام تم جلبهن كأعداد وكذلك عندما تم تبادل الجثث مع جند الأقصى تم تطبيق نفس السيناريو كما اليوم.
المركز الصحفي السوري- ماجد الشيخ محمد