“ريحان” فتاةٌ جميلة ذات جسدٍ نحيل، تزوجت في عمر الطفولة، قبل أن يقوى عودها وينضج عقلها لتدرك مهام الحياة الزوجية وأعباءها…
تروي ريحان أحداث سنواتها الخمسة من الزواج، تقول ” تزوجت في الــ١٣ من عمري، تركت كتباً وأقلاماً على مكتبتي، وبدأت رحلة زاوجٍ مع رجل يجب أن أستأذنه بكلّ شيء حتى بأخذ أنفاسي، وتحمّل مسؤولية منزل وزوج”.
تتابع ريحان حديثها وملامُحها الطُّفوليّة تبدّلت لتبدو كأنّها تخطّت المئة عام قائلة “حملت بعد عام ونصف من الزواج، وتهيأت لاستقبال دميتي الصغيرة، فهذا ما يجول في فكري، وكانت ساعات الولادة أطول من مدة الحمل ذاته”.
تكمل ريحان “يومين والألآم تصاحبني ، لأستقبل مولودتي الأولى “ريم”، حملتها بين ذراعيّ لأتنفّس عطرها، كانت تأخذ وقتي كله ولا أملّها، لكنّ أيامها لم تطل فسرعان ما فقدتها، بعد حادثةٍ خطّت أخاديد جروحٍ في قلبي ماحييت.. ”
تكمل حديثها بحرقةٍ “كنت قد سندت فراش النوم على الحائط ووضعت سرير طفلتي المتحرك بجانبه، وأثناء انشغالي وقعت الفراش عليها لتخنقها”.
تبدّلت ملامح “ريحان” ورافق الأنين كلماتها وقالت “رفعت الفراش مذعورة ورأيت الزّبد يخرج من شفتيها، حرّكتها يميناً وشمالاً ومسحت وجهها بالماء علّها تتنفّس فاستفاقت”
وتضيف “يتملكني الشعور بالذنب كل ما تذكرت تلك الأيام، أخذها زوجي لتبقى 5 أيام في المستشفى مع تحاليل وإجراءات لا تربطها أي علاقة في الحادثة”
تلمع الدموع في عيني ريحان وتكمل “دخلت المستشفى “قسم الحاضنات” لأرى ابنتي والشّعور بالقلق يزيد من دقّات قلبي المتسارعة، لم أجدها في مكانها، لتعطيني إحدى الممرضات كيساً قائلة: هذه أغراض الطفلة وأنها نقلت للبرادات مساءً بعد تعرضها لنزيف داخلي”.
تتابع قائلة “أخذونا نودعها وقد لُفّت كاليرقة بقماشٍ أبيض، حضنتها وحاول زوجي أخذها وتخفيف صدمتي، أقفلت عليها بين يدي ناسية أنها توفّيت”.
أنهت ريحان حديثها قائلة: “رزقت بطفل وطفلة بعدها ولن أنسى أوّل من أذاقتني حلاوة الأمومة، جاءت بضعة أيامٍ لتترك أثرها بقلبي طيلة الحياة”.
بقلم : فاطمة براء