هناك الكثير من الصعوبات التي يعاني منها الطلاب السوريون في المدراس التركية، وتزداد هذه الصعوبات أكثر مع تقدم المرحلة الدراسية سواء على الطالب أو الاهل أيضاً.
مما يزيد من أعبائهم محاولة الطلاب التأقلم والتعايش، خاصة بعد عملية دمجهم في المدارس التركية على مراحل حتى انتهت بضم كافة الطلاب السوريين في المدارس التركية.
اعتاد الطلاب السوريون التواجد بجانب رفاقهم ومعلميهم من السوريين ودراسة مناهجهم المدرسية بلغتهم العربية، ثم بعد ذلك تم نقلهم ودمجهم بالطلاب الأتراك في المدراس التركية، وهنا تتجلى أولى الصعوبات التي يعاني منها السوريون.
كما يقول الطالب محمد الحاج وهو في الصف السابع، والقلق بادٍ على وجهه” صار عنا صعوبة كبيرة بفهم الدروس وبالقراءة والكتابة لأن ما منعرف اللغة التركية” موضحاً تأثير ذلك على تحصيله العلمي وتراجعه مع أنه من المتفوقين في صفه.
وتزداد هذه المعاناة لدى الطلبة السوريين عندما يصعب عليهم التأقلم والتآلف مع الطلاب الأتراك والمعلمين داخل الصفوف والباحات المدرسية، لضعف اللغة التي تحد من تفاعلهم وتواصلهم معهم بشكل جيد.
كما تعبر الطالبة سيدرا الحامد وهي طالبة في الصف العاشر عن تعرضها لعقبة أخرى تواجهها في مسيرتها العلمية ” كتير واجهنا صعوبة بالتعامل مع الطلاب بالمدراس التركية خصوصا انو لغتنا التركية ضعيفة كتير”، معتبرة أن الكثير من الأهالي عمدوا إلى تجاوز هذه المشكلة لأولادهم عن طريق دورات تعلم اللغة التركية ومتابعة البرامج التعليمية وما إلى غير ذلك من الحلول.
“عادات وتقاليد الأتراك بتختلف عنا لهيك كان عنا مشكلة متعبة بالتأقلم مع الطلاب” تقول الطالبة لمياء السعيد وهي في الصف الثامن، معبرة عن حجم التعب الذي تعانيه في التواصل مع الطلبة الأتراك لاختلاف الطباع واللغة والعادات، والنظرة الدونية لبعضهم تجاه الطلاب السوريين.
مما يؤثر سلباً على أسلوب حياتها في المدرسة ويدفعها إلى الانعزال وبالتالي ينعكس هذا الأمر على نفسيتها وتحصيلها الدراسي.
ومما يزيد في هموم الطلبة ومتاعبهم مشكلة المواصلات وطريقة وصولهم إلى مدارسهم، وخصوصاً عندما تكون المسافة بعيدة، لاسيما في فصل الشتاء مما يضطرهم إلى استقلال الحافلات ذات الأجور المرتفعة، الأمر الذي يشكل عبئاً جديداً على الأهالي يضاف إلى مصاريف أولادهم الحياتية والمدرسية، كما يتحدث الطالب سعد الدين مبارك وهو في الصف الحادي عشر بكلمات متقطعة ممزوجة بالاستكانة والهم ” اجار الباص غالي وأهلي ما عندون قدرة ، لهيك بضطر امشي مسافة طويلة لأوصل للمدرسة”.
في حين تكون هذه الصعوبات أقل لدى الأطفال السوريين في المراحل الدراسية الأولى، وذلك لسهولة تعلمهم اللغة التركية وسهولة اندماجهم وتعايشهم مع التلاميذ الأتراك، وبناء صداقات وعلاقات جيدة معهم، حيث تكون فرص التأقلم أكثر في هذه المرحلة من باقي المراحل الدراسية المتقدمة.
ويبقى حلم كل سوري أن يعود لوطنه ويتعلم أبناؤه في مدارس وطنهم بلغتهم التي يعتزون بها، ليصبحوا بناة الأرض وعمّارها في المستقبل.
قصة خبرية/ خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع