لم تقتصر فرحة السوريين وبهجتهم بفتح حلب وفك الحصار عنها على المقيمين داخل سورية، بل تعدى ذلك خارج حدود الوطن، ووصل صداه مدويا إلى تركيا، فرغم أن ملحمة حلب الكبرى لم تنته بعد إلا أن اللاجئين السوريين في تركيا احتفلوا بكسر الحصار على طريقتهم متيقنين من النصر الأكبر بتحرير كامل حلب وأحيائها، إذ عاش السوريون أجواء معركة حلب الكبرى عبر التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي والانترنت وفي جلساتهم البسيطة في الحدائق العامة وأمام البيوت فكانوا يتابعون الأحداث لحظة بلحظة ويتناقلون انتصارات الثوار على الأرض مبشرين ومهللين بالنصر الكبير الذي حمل معاني كثيرة وآمالا بعودة الانتصارات وزهوتها.
وفي مدن غازي عنتاب وأنطاكيا وإسكندرون والريحانية وكركخان والعديد من المدن التركية الأخرى سهر اللاجئون السوريون والحلبيون بشكل خاص ليلتهم حتى الصباح تملأ قلوبهم سعادة لا توصف.. يتهامسون عبر الهواتف النقالة بعبارات التبريك والتهنئة بهذا الفتح، حتى إن بعضهم ظل معتكفا في البيت والهاتف بيده يبشر أقاربه وأصدقاءه بنصر حلب.. وكان للحلويات وبعض الأكلات الحلبية المشهورة حضورها في تلك الليلة السعيدة على أبناء حلب الأحرار بعد معركة قوية خاضها ثوار جيش الفتح وثوار حلب.
المحامية “عفاف الرشيد” مقيمة في تركيا تبارك للشهباء هذا الفرح فهو بمثابة مولد لأيام قادمات مبشرات بالفرح والنصر الكامل تبادر بالقول “إن شاء الله سوف يفك الحصار عن سورية كاملة” وتمنت الرشيد من الله أن يوحد قلوب وجهود الثوار وختمت الرشيد مثمنة دور الثوار على الأرض، هؤلاء الرجال الذين صدقوا القول والعمل واجتمعت قلوبهم على حب الوطن.. وليكن النصر المؤزر .
يفتخر “علي أبو محمد” بأنه من ريف حلب ويرى بأن فك الحصار عن المدينة جاء نتيجة تكاتف فصائل الجيش الحر بعضها مع بعض ويدا بيد مما حقق النصر فلم يقف أي عائق في طريق هذا الجيش المنتصر، معربا عن أمله بتحرير سورية كاملة بعدما رأى ما قدمه الجيش الحر من بطولات وملاحم ستبقى خالدة في حلب.
ويشيد “صالح” بالقوة الكبيرة التي هاجم بها جيش الفتح المؤمن بالله تلك العصابات المجرمة المدعومة من روسيا وإيران مندهشا من دور أطفال حلب الشجعان وطريقتهم التي أذهلت العالم بحظر الطيران وخداعه فكان الأمل بالله أن النصر لامحالة قادم مع هذا الإصرار وتلك العزيمة على تقديم كل الوسائل الممكنة لتحقيق فتح الطرقات والممرات وكان ذلك بفضل الله ومنته.
أما “أم سمير” فتبدي انزعاجها لكونها بعيدة عن مدينة حلب ولعدم تمكنها من مشاركة أهل حلب فرحتهم واحتفالاتهم بفك الحصار الجائر عن المدينة، فكما تقول “إنها تعاني من قساوة العيش والغلاء في غربتها التي طالت وتزداد صعوبة يوما بعد يوم”، متمنية من الله الفرج العاجل الذي يريحها ويريح الجميع.
صهيب مفوض الإبراهيم – المركز الصحفي السوري