نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية مقالاً للكاتب رينو جيرارد تحت عنوان : نحو ” لبننة” سوريا.
وقال الكتاب إن عملية ” صنع السلام من الأعلى إلى الأسفل لم تفلح بشكل جيد في سوريا ” ، مشيرا إلى أنه منذ عام 2012 دخل مسؤولون كبار من الدول الكبرى بالإضافة إلى الدول الإقليمية في مفاوضات للسلام بجنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، وبأن هذه المفاوضات لم تخرج بأي نتيجة تذكر.
وتابع الكاتب القول إن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يراهن على سلام ينطلق من الأسفل، بمعنى الميدان في حلب إلى دوما فحماه إلى آخره… نحو الأعلى أي إلى طاولة المؤتمرات الدولية من اجل حل سياسي.
واعتبر الكاتب أن عمليات وقف إطلاق النار التي اعتدنا عليها، أضحت تشكل نوعا من السلام البدائي، إذ أن هذه الهدنة الإنسانية المتكررة لا تحول دون عقد قمة دولية للسلام. وهنا ، أوضح الكاتب أن هذه التجربة السورية هي نفسها التي عاشتها الجارة لبنان مع مؤتمر الطائف للسلام، في شهر أكتوبر عام 1989، عندما وافقت الأطراف اللبنانية والدول العربية ،بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ، وافقت على ” توازن مؤسسي جديد بين المسيحيين و المسلمين في لبنان”.
ومضى الكاتب إلى القول إنه بعيدا عن الأوهام، فإن واقع سوريا الحالي يؤكد أن إمكانية عودة البلاد إلى سابق عهدها باتت شبه مستحيلة، معتبرا أنه ثمة ثلاثة كيانات أفرزها الصراع السوري، تتمثل في : شريط ساحلي ساكنته من العلويين والمسيحيين و الدروز والبرجوازية العلمانية السنية الموالية للنظام، ثم منطقة كردية في الشمال، وأخرى سنية في باقي أرجاء البلاد.
في ظل هذا الواقع السوري الجديد قال الكاتب إن أفضل شيء يمكن أن تخرج به المؤتمرات الدولية حول سوريا هو إقامة فيدرالية تتمتع فيها هذه الكيانات أو الأقاليم الثلاثة بالحكم الذاتي.
وختم الكاتب بالقول إن الحالة اللبنانية ليست أفضل مستقبل يمكن أن نتمناه لأي بلد متعدد الطوائف، إلا انه اعتبر أن “لبننة” سوريا سيكون بمثابة تقدم هائل بالنسبة لهذا البلد في ظل وضعه الراهن.