دعت صحف أميركية وبريطانية أوروبا والولايات المتحدة لعدم السماح لظاهرة الخوف من الأجانب بالتغلب على الاستجابة لأزمة اللاجئين، فذكرت واشنطن بوست أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحاول جاهدة إدارة هذه الأزمة الأخطر التي تواجهها القارة العجوز منذ سنوات.
وأوضحت الصحيفة بافتتاحيتها أن ميركل كانت حازمة في فتح أبواب بلادها أمام مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من سوريا وبعض دول شمال أفريقيا، وذلك في ظل ضرورة مساعدة هؤلاء اللاجئين البائسين، ولكونهم يدعمون اقتصاد ألمانيا من جهة أخرى، لكن ميركل تواجه معارضة داخلية.
وأضافت واشنطن بوست أن السويد أيضا كانت في طليعة الدول المرحبة باللاجئين الفارين إلى المجهول بأوروبا، وأنها استقبلت النصيب الأكبر منهم، في ظل تدفقهم عبر الحدود والسياجات وتحديهم لمخاوف بحر إيجه أثناء رحلتهم الشاقة إلى أوروبا، ولكن حكومة يسار الوسط بالسويد بدأت بنشر رقابة على حدود البلاد.
حدود
وأشارت إلى أن تدفق اللاجئين المتزايد جعل بعض الدول الأوروبية تعيد الرقابة على الحدود الداخلية التي سبق أن تلاشت منذ زمن بعيد. وأضافت أن تركيا قد تتخذ بعض الإجراءات لمواجهة تدفق اللاجئين برغم المساعدات الأوروبية.
لكن الصحيفة دعت ألمانيا والسويد وكل دول أوروبا الأخرى إلى عدم الاستسلام لظاهرة الخوف من الأجانب أو كراهيتهم المتزايدة، وأشارت إلى أن اللاجئين سيواصلون التدفق إلى القارة ما بقيت الحرب المستعرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات مستمرة.
وأشارت إلى أنه ينبغي لدول أوروبا والولايات المتحدة عدم إغلاق حدودها بوجه اللاجئين، وأضافت أن الطريقة الوحيدة لوقف تدفق اللاجئين تتمثل في وقف الحرب نفسها، وهذا ما يجب أن يكون محور تركيز السياسيين الأوروبيين والأميركيين عام 2016.
من جانبها، دعت ذي تايمز البريطانية إلى ضرورة الترحيب باللاجئين، وأشارت إلى أن أوروبا استقبلت نحو مليون لاجئ العام الماضي أو ما يعادل أربعة أضعاف ما تدفق إليها منهم عام 2014.
وقالت الصحيفة بافتتاحيتها إن أوروبا تحتاج إلى المهاجرين في ظل الشيخوخة التي تطغى على سكانها.
المصدر : الجزيرة, واشنطن بوست