كشفت منصة “زيتيو” الاستقصائية المستقلة اليوم الخميس 8 أيار (مايو) 2025 عن هوية الجندي الإسرائيلي الذي أطلق الرصاصة القاتلة على الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة أثناء اقتحام مخيم جنين في 11 أيار ( مايو) 2022
ووفقًا للتحقيق يدعى القاتل” إيال نحشوني” وهو قناص ينتمي إلى” القيادة المركزية “في وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي ، وأطلق النارعمدًا على شيرين رغم ارتدائها سترة وخوذة واضحتي العلامة الصحفية وجاء هذا التحقيق بعد ثلاث سنوات من اغتيالها.
أدلة استقصائية تفضح الرواية الإسرائيلية :
استغرق التحقيق فترة (18) شهرًا واعتمد على تحليل مقاطع فيديو التقطتها كاميرات المراقبة وهواتف الشهود ، وخرائط صوتية حددت تجاه الرصاصة القاتلة ومصدرها بدقة ، وأ كد زملاء شيرين على عدم وجود اشتباكات مسلحة قرب موقعها واقترنت الأدلة بمقارنة زمنية بين تحركات الجيش الإسرائيلي ولحظة الاغتيال .
أطلقت الرصاصة من بعد 150 مترًا بعد أن كان ” نحشوني” متمركزًا على سطح مبنى مهجور، بينما كانت شيرين تسير ببطء في منطقة مفتوحة ، ما يُثبت تعمُّد الاستهداف.
وسابقا كشفت تحقيقات Bellingcat ونيويورك تايمز (2022) أدلةً على تورط الجيش الإسرائيلي، لكن الضغط السياسي حال دون محاسبة الجناة.
ورغم أن القانون الدولي الإنساني (اتفاقيات جنيف) وقرار مجلس الأمن 2222 يحرمان استهداف الصحفيين، وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا في الجريمة، إلا أن إسرائيل ترفض التعاون مع المحكمة، مدعية أن التحقيقات الداخلية “كفيلة بالعدالة”.
قتلوا شيرين لكنهم لن يقتلوا قصتها
وُلدت شيرين في القدس (3 نيسان (أبريل) 1971)، ودرست الصحافة في جامعة اليرموك بالأردن، وانضمت إلى قناة الجزيرة عام 1997، لتصبح أيقونةً في تغطية انتفاضة الأقصى و حصار كنيسة المهد وحروب غزة. قالت ذات يوم: “اخترت الصحافة لأكون قريبة من الإنسان”، وهو ما جعلها هدفًا للاحتلال.
ولم تكن الرصاصة القاتلة هي الجريمة الوحيدة ، إذ هاجمت الشرطة الإسرائيلية مشيعيها في القدس، وهم يحملون نعشها، مما أثار غضبًا عالميًّا.
وأتثبت التحقيقات الاستقصائية أنها الذاكرة الحية للضحايا، إذ أصبحت حقيبة الصحفية شيرين المُلطخة بدمائها رمزًا عالميًّا للنضال من أجل العدالة، وكشف هوية القاتل يذكر بأن الحقيقة قد تتأخر، لكنها لا تُدفن.