تحاول صحيفة النهار اللبنانية قراءة تأتير الحملة الجوية الروسية على مواقع المعارضة في سوريا بمرور شهر على انطلاقها.
وترى الصحيفة أن قراءة أولية لخطوط الجبهات والتعثر الذي يواجهه الهجوم البري في حلب خصوصا، يوحي بأن أي تغير في دينامية الحرب السورية، إذا حصل، ليس وشيكا ولن يكون سهلا.
وتشير الصحيفة إلى أن الغارات الروسية شملت عشر محافظات روسية من أصل 14 محافظة، والأربعة المستثناة هي الحسكة الخاضعة بمجملها لسيطرة الأكراد، في ما عدا مركز المحافظة الذي يخضع لسيطرة النظام، والسويداء في الجنوب وطرطوس في الغرب، والقنيطرة في هضبة الجولان التي تتقاسم فصائل إسلامية وقوات النظام السيطرة عليها.
وتنقل الصحيفة عن “مركز دراسات الحرب” الذي يقدم تقريرا يوميا عن العمليات العسكرية أن الهجوم البري ضد مواقع الثوار في ريف حلب الجنوبي وضد تنظيم الدولة قرب قاعدة كويرس شرق حلب، تعثر في شكل كبير بعد هجوم التنظيم على السفيرة التي تسيطر عليها قوات النظام في ريف جنوب شرق حلب في 26 تشرين الأول.
وينسب المركز إلى ناشطين أن الغارات الروسية تركز في شكل كبير على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة جنوب حلب ووسطها، الأمر الذي قد يقيّد قدرتها على الإفادة من تعثر هجوم النظام.
وتشير الصحيفة إلى بلدة “السفيرة” شرق حلب التي تشكل نقطة أساسية للنشاط العسكري الإيراني في سوريا، كما تضم مجمعا لمصانع دفاعية استراتيجية لتصنيع البراميل المتفجرة وأسلحة كيميائية.
وتنقل الصحيفة عن كريستوفر كوزاك من “مركز دراسات الحرب” قوله إن تقدم “داعش” قرب حلب يظهر القدرات المحدودة للنظام السوري على رغم توسع الدعم من الجماعات الموالية لإيران والغارات الروسية.
وبحسب الصحيفة، يخلص كوزاك إلى أن قوات النظام مدعومة بميليشيات تدهمها إيران، وغارات جوية روسية، لم تحرز مكاسب مهمة ضد قوات المعارضة في حلب في الأيام الأربعة الأخيرة بعد تقدم بارز الأسبوع الماضي، لافتا إلى أن تكثيف الدعم الإيراني والروسي للنظام قد لا يكون كافيا لإحداث تغير سريع في دينامية الحرب السورية.
وتضيف الصحيفة: “بين إدلب وحماة، لم تسجل تغييرات كبيرة على خطوط الجبهات، إذ خسرت المعارضة مناطق بين المحافظتين في تشرين الأول من دون أن ينجح النظام في تحقيق تقدم كبير. ولا تزال عمليات الكر والفر مستمرة بين الجانبين”.
عربي21