حصد الشاب السوري بادي خليف أحد الناشطين والمراسلين السوريين في أوروبا على جوائز هي الأفضل في دول أوروبا، بعد أن عرض أفلامه القصيرة التي كانت انعكاساً للواقع السوري في ظل الثورة.
تحدث خليف للمركز الصحفي السوري عن بداية قصته ووصول أفلامه القصيرة إلى الجوائز العالمية.
أنا ابن مدينة حماة التي شهدت ثورة الثمانينيات، حاصل على الشهادة الثانوية، وكنت أعمل مصورا سابقا لوكالة رويترز والAfp الفرنسية، و أعمل الآن مصور أفلام وثائقية ومقيم في ألمانيا.
بدايتي مع الثورة كانت غير اعتيادية، بسبب خروجي بالمظاهرات ومشاركتي بالاحتجاجات في مدينة اللاذقية نصرةً لدرعا في عام ٢٠١١ ، الذي كان سبباً باعتقالي وتعذيبي من قبل فرع الأمن السياسي باللاذقية.
أثر فيني التعذيب الذي تعرضت له وتم اتهامي بالعمالة والخيانة وانتمائي لمجموعة الإخوان المسلمين، بحكم أنني من محافظة حماة.
بدوره كان أحد الأسباب التي جعلتني أشعر بالألم الذي عاشه وعاصره أهالي مدينتي على مدار ال٤٠ عاما الماضية.
كما أن التغييب الإعلامي عن أحداث مجزرة حماة في عام 1982 ، جعلني أنشط من خلاله بمجال الإعلام، ومع الوقت تطورت خبراتي وأصبحت أعمل مع وكالات عالمية مثل رويترز والAFPالفرنسية وعشرات الصحف العالمية الأخرى والمحلية أيضاً.
تنهد بصمت وقال : صناعة الأفلام كانت شغفي وحلمي البعيد، كان حلمي أن أتعلم صناعة الأفلام. ولا بد من المعوقات التي واجهتني خلال مسيرتي، منها إصابة أخي في منتصف عام 2017 التي خسر فيها يديه بسبب القصف الحربي الروسي.
وقبلها وفاة أبي بلحظة وصولي إلى ألمانيا ورحلة اللجوء إلى أوروبا وعدم تقبل الواقع وعيش الماضي فيه وانعدام الراحة النفسية.
ليكون وفاة والدتي نقطة التحول في حالتي النفسية والصحية ، تاركاً ذكريات ومشاعر أكثرها حزن وألم لتأتي برفقتي إلى أوروبا وتجعلني أعيش بدوامة الضياع.
وأردف قائلاً : إن نوعية الأفلام التي سأعمل بها سيكون مصبها في مصلحة الشعب السوري الثائر ، لتشعل ثورة ضد كل الأشياء التي جبرتنا العادات والتقاليد عليها، ثورة من داخل أنفسنا نصلح فيها أخطاءنا التي ورثناها من أهالينا والمجتمع المحيط بنا.
يسأله المراسل : ما كان هدفك من فيلم أبي لا يتعب ؟؟
الهدف منه الحد من زواج الأقارب لأنه يروي عن قصة طفل، ولديه تشوه خلقي بالسمع والنطق بسبب العادات والتقاليد ،الأب تزوج ابنة عمه بناء على طلب الأهل.
“فكرة الفلم خطرتلي وقت شفت مجموعة شباب معاهم طفل صغير في وقت متأخر من الليل في مكان عام عم يحتفلوا، وهاد الشي شدني حتى أعرف سبب تواجد الطفل وهجرتهم إلى ألمانيا لأجل العلاج حسيت في شي عظيم مشاعر الأب وكمية الحب الي عم يقدمها للطفل كانت الملفتة لنظري طوال فترة تصوير الفيلم، فأحببت أن أوثق قصتهم الأب والطفل، لأجل توعية الناس من خلالهم”.
لكن فيلم “بين الحياة والموت” مابعتقد أنه أقدر أوصفه بكم جملة ” .
الحديث عن الثواني الأولى منه يحتاج مئات الصفحات وملايين السطور للتعبير عن دمعة الجدة الي فقدت أحفادها التوأم بالقصف الصاروخي الذي استهدف منزلها.
الفلم هو عبارة عن جواب للمجتمع الأوروبي على ذلك السؤال المتناقل على جميع الألسنة “ليش انت جيت على المانيا وركبت البحر وخاطرت بحياتك”.
كما أن الفيلم هو ثلث حياتي التي قضيتها في الثورة، وهو يوثق أول صرخة للشعب ونطق كلمة حرية ..شيء يحبس الأنفاس ..
لحظات اعتقال الناس وتعذيبها من قبل المخابرات السورية وضربهم بالرصاص الحي، وهم يحملون أغصان الزيتون، وزهور القرنقل والجوري.
كانت الرسالة للمجتمع الدولي أننا متظاهرين سلميين ولسنا تنظيمات إرهابية، كما ادعت علينا حكومة الأسد.
حاولت من خلاله توثيق تاريخ شعبٍ مناضل ضحى بكل ما يملك من أجل العيش بحرية وعدالة.
وبذات الوقت إيصال صوت الناس المغيبة قسراً في المعتقلات، والمحاصرين بالشمال السوري.
الفيلم يروي مراحل عديدة من الثورة منها:
المرحلة الأولى السلمية والمجريات الي طرأت عليها.
توثيق رحلة اللجوء.
الفيلم وصلته عدة دعوات للمشاركة من مهرجانات دولية وهو مرشح لأحد الأوسكارات في بريطانيا.
أكثر من عشر مهرجانات خلال شهر واحد شارك فيها الفلم وحصد عدة جوائز وشهادات منها :
مهرجان غراس حصد ٤ جوائز في مرحلتين
المرحلة الأولى.
جائزة النصف النهائي وجائزة أفضل فيلم وثائقي ونفسمها بالمرحلة الثانية.
مهرجان باور ماجيك جائزة أفضل فيلم وثائقي.
الجدير بالذكر أن الفيلم لم يتجاوز مدة الشهر لمشاركته الأولى بالمهرجانات و خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع.
حصد شهادة دبلوم وشهادة مشرفة من مهرجان براتيسلاڤا السينمائي وجوائز أفضل فلم وثائقي بعدة مهرجانات منها المهرجان الفرنسي الهندي ومهرجان الفلم السينمائي في باريس ومهرجان لندن للأفلام السينمائية، ومهرجانات أخرى حصل فيها على شهادات كأفضل فلم وثائقي من بين مئات الأفلام لمخرجين الأفلام التي هُيئت لهم الفرص والظروف بالدراسة الأكاديمية عكسي تماماً.
أخيراً، أقولها للعلن ولجميع الشعب السوري الثائر: مسموح لنا أن نحلم، كما علينا السعي لتحقيق أحلامنا.
كما علينا المضي قدماً لأجل شعلة الثورة وإسقاط نظام ٍ مجرم عبث بالأرض وهَجّر الشعب الحر ، و روحي لم تكن إلا قرباناً لكم.
وأنتظر لحظة إصدار القرار بمحاكمة بشار الأسد، لأجل تحرير المعتقلين وعودة الناس المهجرة إلى منازلها، وعاشت سوريا الثورة والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والنصر لثورتنا.
قصة خبرية : محمود المعراوي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع