كشف أحد المحامين في مناطق سيطرة النظام أمس الجمعة 17 أيلول/سبتمبر، عن استشارته من قبل إحدى الشابات لإنهاء حياة والدتها.
قال المحامي “منيب هائل اليوسفي” لموقع “صاحبة الجلالة” أنّ إحدى طالبات الجامعة في السنة الثالثة من قسم اللغة الإنكليزية راجعته في استشارة غريبة، وهي تجهش بالبكاء طالبة منه رأياً قانونياً لإنهاء حياة والدتها المريضة تحت ما يطلق عليه بــ “الموت الرحيم”.
فيما عزت الطالبة ذلك بحسب رواية اليوسفي، إلى الآلام الكبيرة التي تعاني منها والدتها وصعوبة الوضع المعيشي الذي تعيشه الأسرة ككل، ولاسيما لتأمين تكاليف العلاج والجلسات التي أصبحت تتطلب مبالغ خيالية لا يمكن تأمينها، حسب وصفها.
وتابع اليوسفي أنّ الفتاة تنحدر من أسرة فقيرة جداً تعيش بالإيجار مع أب شبه عاجز وأم مصابة بمرض السرطان بمراحل متقدمة جداً بلا علاج، حيث تقضي معظم وقتها وهي تصرخ من شدة الآلام وسط وضع اقتصادي لا يمكّن الأسرة من أخذها يومياً إلى المشافي إلّا بموعد الجرعة، بالإضافة إلى فقدان أدوية المسكنات والتي إن وجدت فأسعارها خارج القدرة.
أكد اليوسفي أنّ جوابه القانوني للفتاة هو عدم جواز فعل هذا الأمر استناداً إلى المادة/ 538/ من قانون العقوبات السوري الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148 لعام 1949 بشأن ما يسمى “القتل الرحيم” حيث يعاقب بالاعتقال عشر سنوات على الأكثر من قتل إنساناً قصداً بعامل الإشفاق بناءً على إلحاحه بالطلب.
يذكر أنّ ما تعانيه أسرة الفتاة من فقر ونقص دفعها لمثل هذا الطلب يؤكّد على خطورة الوضع المعيشي الذي تشهده مناطق سيطرة النظام من نقص حادّ في أدنى مقوّمات الحياة والذي قد يدفع بالشباب إلى مرحلة ارتكاب أي جرم أو حتى الانتحار.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع