في قلب الإسكندرية، ينسج شابان سوريان، محمد خير خالد درويش ومحمد معتز عبد الكريم، حياة جديدة في مصر. في ورشتهم الصغيرة، لا يقتصر عملهم على صناعة المفروشات والستائر؛ إنهم يبنون مستقبلهم.
محمد خير خالد درويش ، شاب يبلغ من العمر 21 عامًا، جاء إلى مصر منذ عامين، بعد أن فقد والده وعاش الحرب في سوريا، اضطر درويش إلى ترك عائلته والبحث عن ملجأ في مصر. وعلى الرغم من تركه المدرسة، إلا أنه كان يأمل في مستقبل أفضل. عمل في العديد من الورش لمدة عام قبل الانضمام إلى برنامج تطوير المشاريع التابع لمنظمة العمل الدولية في ديسمبر 2022. هناك، اكتسب المهارات اللازمة لبدء مشروعه الخاص، لكن دخله كان لا يزال منخفضًا جدًا لفتح ورشة تنجيد.
تحسنت أعمال محمد معتز عبد الكريم بفضل التدريب الذي قدمته منظمة العمل الدولية وانضمامه إلى شريك جديد.
محمد معتز عبد الكريم ، أب لطفلين يبلغ من العمر 34 عامًا، موجود في مصر منذ عام 2017. تعلم في البداية صناعة الستائر لكنه اضطر إلى إغلاق مشروعه الأول بعد ستة أشهر. ولم يتزعزع تصميمه أبدًا، وانضم إلى برنامج تطوير المؤسسات التابع لمنظمة العمل الدولية في كانون الثاني 2023. وكان هذا التدريب بالغ الأهمية، حيث علمه العلاقات مع العملاء، والإدارة المالية، وتسويق المنتجات.
واقترح مدربهم حمد أن يتعاون عبد الكريم ودرويش للاستفادة من مهاراتهما المشتركة. رحب كلا الرجلين بالفكرة، معتبرين أنها أكثر من مجرد ترتيبات عمل، بل كانت فرصة لتحويل أحلامهم إلى حقيقة.
وقالت شروق أحمد، منسق المشروع في كاريتاس الإسكندرية: “يسعدنا أن نشهد التأثير الإيجابي على رواد الأعمال”. “إن الالتزام الذي أظهره درويش وعبد الكريم ملهم حقًا. وتفانيهما هو بمثابة منارة للأمل.”
وبعد أن جمعا مواردهما، استأجرا محلًّا وبدأا العمل. وكانت النتائج فورية. يقول درويش: “تضاعف دخلي، وتحسنت حياتي، وأستطيع الآن إرسال الأموال إلى عائلتي في سوريا”.
بالنسبة لعبد الكريم، جلبت الشراكة الاستقرار والنمو. فقد تمكن أخيرًا من الاستثمار في معدات الورشة وإرسال طفله إلى المدرسة لأول مرة بعد وصوله إلى مصر.
صرح أمير عبيد، مدير برنامج آفاق مصر التابع لمنظمة العمل الدولية، قائلاً: “إن رحلة درويش وعبد الكريم ملهمة. إن عزمهما على صياغة بدايات جديدة يمثل شهادة على الروح الإنسانية. ويتردد صدى هذا العزم بعمق فينا في منظمة العمل الدولية. لقد مكن برنامج تنمية المشاريع في مصر أكثر من 5000 رائد أعمال، مما أدى إلى تغيير حياة الناس”.
يتقاسم الرجلان الآن حلم امتلاك ورشة عمل أكبر في شارع مزدحم، وجذب المزيد من العملاء، واكتساب شهرة في صناعة التنجيد والستائر. وبينما يتطلعان إلى المستقبل، فهما مستعدان لصياغة الفصل التالي من رحلتهما الرائعة.
عن صحيفة ILO ترجمة مركز الصحافة الاجتماعية بتصرف