يعتصر قلبي خوفاً في كل امتحان، ليس لأجل الحفظ أو الأسئلة بل كل شخص في سوريا سيعتصر قلبه خوفاً، من القصف وعدم الأمان والسلام.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
حياته!!!
أي حياة وهو لا يملك أمانها، حق العيش سلب منّا، فلا يأمن على حياته في كل خطوة يخطيها إلى، بيته، مدرسته، جامعته، كل طريق يسير فيه، تخّيم الطائرة الحربية فوق رأسه، والراجمات ترسل نيرانها العشوائية.
ربا فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً تشاركنا تفاصيل معاناتها خلال فترة الامتحان الجامعي حيث تسرد قصتها من بلدة كفر تخاريم، حيث تقول في تململ تام وكأنها سئمت القصف وباتت تسرده كـ شيء اعتيادي في حياتها.
أنا في كلية علم الأحياء سنة أولى في جامعة إدلب، أخرج بعد دراسة شاقة مارستها في المنزل لأقدم الامتحان، ولكن في كل دقيقة أقول حان وقت رحيلي قد اتلاشى في صاروخ أو برميل من الطائرة، أو قذيفة طائشة من إحدى المدافع، ربما اعتمر الخوف في قلوب البعض ليوقفوا دراساتهم لكني مارست المقاومة ضد الخطر أو ربما تجاهلته لأكمل في اختصاصي وأصل لهدفي، أسير في طريق تعلوه أصوات القصف، تنتشر نيران الخطر بأي لحظة، ودون سابق إنذار.
نجلس في قاعة الامتحان نستلم الورقة، لتزورنا الطائرة مترنمة بصوت صفيرها الذي يجمد دم الشرايين، نقف عن الكتابة، ونردد آيات من القرآن ليهدأ قلبنا الذي يرتجف رعباً، نتبادل نظرات الرعب في قاعة الامتحان، وعندما ينخفض صوت الطائرة نعود للكتابة، تعاد الحادثة مراراً وتكراراً، حتى ينتهي الامتحان، الأمر لا يقف إلى هنا بل يزداد ليصل في طريق عودتنا.
في أحد الامتحانات وأنا أسير في شوارع إدلب ذاهبة للمنزل، وإذ بقذيفة زلزلت أمن المكان بصوتها قريبة من طريقي، لم أعد أستطيع التفكير حتى، الخوف قيّد أضلعي، والرعب جمّد روحي، ولم يكن هناك أحد معي، اختبأت في أحد الأبنية، خوفاً من قذيفة مفاجئة ثانية، انتظرت ما يقارب ربع ساعة ليهدأ المكان، ثم أكملت السير للمنزل وكأن شيئاً لم يكن.
ليست المرة الأولى والأخيرة بل تكررت الحادثة أكثر من مرة ولست الوحيدة لكن يبدو أنني اعتدت الأمر، اعتدت الصوت وبات كصوت عصفور يغرد في أحد الصباحات، ننتظر دورنا في كل سقوط صاروخ، نتشاهد، ونودع الحياة مع كل ضربة راجمة.
ربا ليست الوحيدة التي سلب منها حق الحياة، وانتزع منها السلام، بل كل شخص كبير كان أم صغير من ذكر أو انثى، لا يتمتع بحق الحياة، الراحة، السلام، الطمأنينة انتزعت منه حتى، لا يكاد يؤمن على روحه التي هي أحد ممتلكاته، الروح التي وهبه الله اياها، أتى البشر لينتزعها منه بشتى أنواع العذاب.
بقلم: شيماء قادرو
المركز الصحفي السوري