طالما اتبع نظام الأسد سياسة قصف المنازل فوق رؤوس أصحابها، حتى طالت همجيته لقصف المقدسات الدينية في سوريا، فلم تسلم الكنائس والمساجد من بطش وإجرام الأسد وميلشياته .
كانت المساجد شاهدة على إنطلاق الثورة السورية عام 2011، مما سببت الرعب والخوف للأسد بسقوط نظامها، فبادلها بالقصف الصاروخي والمدفعي .
كما أن المقدسات الدينية في سوريا علامة بارزة على حضارة عريقة في القدم .. تختزل أنمطة بناء وثقافات وعهوداً متعددة ازدهر فيها العمران.. ورغم القيمة الأثرية والتاريخية الكبيرة لكثير من المساجد، إلا أن طائرات وبراميل الأسد لم توفرها من القصف والاستهداف المتعمد، لنظام يمثل قوة احتلال لا تنتمي لثقافة البلد ولا تحترم حضارته وآثاره.
وبعد استهداف قوات الأسد وحلفائه لمسجد الصحابي خالد ابن الوليد في حمص عام 2013، بسبب شهرته بداية خروج المظاهرات في الشهر الأول من الثورة السورية في حمص ، أصرت قواته على تدمير تاريخ المحافظات مما تملكه من مقدسات دينية وثقافية .
ولم تسلم الكنائس من بطش قوات الأسد، كما أنه استهدف 46 كنيسة على امتداد الجغرافيا السورية، ولم تفرق بينها وبين المساجد، فطالما كانت في دائرة الاشتباكات لا تتوانى عن قصفها, أو حتى لمجرد أن المنطقة التي تتواجد فيها الكنيسة خرجت عن سيطرتها .
لا تعد حادثة استهداف المسجد العمري الأولى من نوعها، حيث استهدفه النظام عدة مرات، وأدت إحداها لانهيار مئذنته عام 2013، إلا أن سكان المدينة أصروا بعد كل مرة على استمرار إقامة الصلاة فيه.
وأكد ناشطون عبر منصات التواصل تدمير أجزاء جديدة من الجامع العمري الواقع في أحياء درعا المحاصرة جراء استهدافه بصاروخ أرض أرض من طراز “فيل”، حسب التسمية المحلية.
وكان عدد من المدنيين قد جرحوا في قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام استهدف صباح الأحد 5 أيلول / سبتمبر الحالي أحياء درعا المحاصرة بعد انهيار المفاوضات التي ترعاها روسيا بين النظام والأهالي.
والمسجد العمري بدرعا له قيمة أثرية وتاريخية؛ إذ أمر الخليفة عمر بن الخطاب ببنائه في أثناء زيارته للمدينة. كما يحظى بأهمية رمزية كبيرة؛ إذ انطلقت منه أولى المظاهرات ضد النظام السوري أوائل مارس/آذار من عام 2011، قبل أن تعم معظم المحافظات.
فهل سيكون المسجد العمري شاهداً على نهاية صرخات المتظاهرين السلميين، أم للثوار رأي آخر بالرد على قوات الأسد وميلشياته والسيطرة على درعا لحماية ما تبقى من رموز الثورة ؟
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع