غابت شمسُ آلاف العوائل السورية مع غياب اجتماعاتهم بذويهم وأهلهم وتشتت شملهم داخل سوريا وخارجها منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا، فالسوريُ بات حاضراً في كل دولة من دول العالم من أقصاها إلى أقصاها وبات اللقاء حلماً صعب المنال عند الكثير، ولم الشمل حالة فردية.
– تهجير وغربة داخل الوطن وخارجه –
“أحمد” أحد المهجرين من ريف إدلب الجنوبي إلى مخيمات النازحين على الحدود التركية، قسمت الحرب عائلته وشتت شملهم بين لبنان و مخيمات النازحين، يعيش وحيداً في المخيم بينما باقي العائلة في لبنان لا تجمعهم إلا المكالمات ودردشات الواتساب.
يقول أحمد وعلامات الحسرة تأكل وجهه الشاحب “اشتاق لجمعة العائلة على موائد الطعام، وسهرة الأنس التي كانت تزين أوقاتنا كل يوم، اشتقت لصوت أمي يوقظني باكراً وحضور أبي المهيب في منزلنا الذي بات جزءاً من الذاكرة بعد سيطرة نظام الأسد على القرية”
في المقابل، تتحسر “أم حسن” ابنة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي على رؤية أختها والتي تعيش معها في بلد واحد، لكن هذا البلد مقسمٌ ومشتتٌ وبات غريباً على أبنائه حسب تعبيرها، فأختها تسكن في مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة النظام بينما هي في محافظة إدلب المسيطر عليها من قبل المعارضة.
“لا نعلم إن كان هناك لقاء يجمعنا مرةً أخرى” هكذا عبرت أم حسن عمّا بصدرها من حزن و ألم وخيبة، “كبرت عائلاتنا، ازدادت أفراد أسرنا، فقدنا أشخاص عزيزين، مرت الأعياد عيداً تلو الآخر لكن في جميع المناسبات بحزنها و فرحها لا نستطيع المشاركة إلا باتصال هاتفي لبضع دقائق..”
– الأمل مجدداً، لقاء بعد 12 سنة من الغياب –
على منصات التواصل الاجتماعي، تداول ناشطون الثلاثاء 22 حزيران/يونيو 2021 مقطعاً مصوراً يظهر لقاءَ أبٍ بابنته في تركيا بعد فرقةٍ وغياب طوال اثني عشر عاماً، حيث حرمتهما الحرب وسجن الأب وهجرة الفتاة من اللقاء طوال تلك السنين.
و بث الأب “عمار الشيخ حيدر” المنحدر من مدينة “مصياف” في ريف حماة الغربي، عبر صفحته في فيسبوك أمس، المقطع المصور الذي يظهر لحظة لقاء لطالما انتظرها مع ابنته في مدينة اسطنبول التركية، وسط تفاعل كبير من المتابعين و تهنئة وتبريكات وأمنيات بلم شمل العوائل السورية جميعها بالقريب العاجل.
– كم بلغ عدد اللاجئين السوريين حتى 2021؟ –
تحتفل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة يوم 20 حزيران باليوم العالمي للاجئين، حيث تسعى لتسليط الضوء على قضاياهم ودعمهم ومناصرتهم، وللسوريين النصيبُ الأكبر من أعداد اللاجئين والذين تجاوز عددهم 13 مليون لاجئ موزعين على دول الجوار والتي تحوي 5.5 مليون لاجئ وباقي دول العالم.
وفي الداخل السوري، يعيش 6.7 نازحاً أرغمتهم الحرب على الهجرة من منازلهم، وتبلغ نسبة النساء والأطفال منهم 66 بالمئة، بينما يعيش 1.8 مليون مدني في مخيمات النازحين وسط ظروف إنسانية صعبة، والسؤال الوحيد الذي يأكل مخيلتهم، هل يا ترى سنبقى مهجرين داخلاً وخارجاً ونحرم من رؤية ذوينا والعودة إلى منازلنا؟
قصة خبرية/إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع